لم يكن مدافع الملعب التونسي حمدي رويد بطل مباراة البقلاوة والترجي الرياضي فقط على الميدان بل كان كذلك بطل الكواليس بعد نهاية هذا الدربي، علما أنّ لقب بطل اللقاء الذي نسنده لهذا اللاعب لا يتعلق باللعب الجميل والآداء المقنع والفنيات وكل ما يمس بكرة القدم وأصولها وإنما يكمن في التدخلات العنيفة التي كلفته الورقة الحمراء التي كانت ستكلف فريقه باهظا لو عرف الترجيون كيف يستغلون التفوق العددي ثم في استبلاه المتفرجين عند الظهور الإعلامي إثر المباراة والضحك على ذقون التونسيين بتبريرات وتعلات واهية لا تنطلي على أحد... حمدي رويد أراد أن يوهمنا في البداية أنه لم يتدخل بالعنف على إدريس المحيرصي وأنه حاول فقط أن يطوّق الخلاف بين لاعب الترجي الرياضي والمدافع بن علي، تبرير كان من الأفضل له أن يتركه لنفسه لأن اللقطة شاهدتها الجمهورية التونسية من بنزرت إلى برج الخضراء وكان فيها التدخل عنيفا على مهاجم فريق باب سويقة ويستحق على أقل تقدير الورقة الصفراء إن لم يكن الإقصاء حسب اجتهاد الحكم... إنها الوقاحة بعينها حين يطلّ علينا هذا اللاعب في محاولة لاستبلاهنا وطمس حقيقة ظاهرة للعيان ليصبح ذنبه ذنبين وهذا لا يليق بلاعب في آخر مشواره كان جديرا به الحرص على ترك أحسن الإنطباعات وأفضلها لا أن يأتينا بتجاوزات و«تخميرات» على الميدان يردفها بكلام مجانب للحقيقة في الكواليس... وبما أن موضة بعض اللاعبين أو دعوني أقول سلاحهم الضعيف هو حشر الفرق الكبرى في كل الأمور فإن السيد حمدي رويد لم يقف عند حد التعنيف ثم محاولة تبريره بوقاحة غريبة جدا بل تجاوز ذلك ليزج بالنادي الصفاقسي في موضوع لا ناقة ولا جمل لهذا الفريق فيه ولا ندري ما الذي أصاب هذا اللاعب لحشر النادي الصفاقسي في ملاسنة جمعته بعد اللقاء بالمسؤول عن فريق أكابر كرة القدم بالترجي الرياضي وليد العارم الذي أكد لنا أنه لم يذكر اسم النادي الصفاقسي على لسانه وعبّر لنا على استغرابه مما قاله رويد ونسب إليه... أما في خصوص الكلام البذيء الذي تعرض له مسؤول الأحمر والأصفر بعد نهاية المقابلة فإن وليد العارم رفض التعليق على ذلك مكتفيا بالقول بأنه لا يريد أن ينزل إلى مستوى متدني من الأخلاق والسلوكيات والإجابة على مثل هذه التجاوزات والأفعال... على كل حال، كنا نعتقد أن اللاعب حين يتقدم في السن ويكسب التجربة تصبح تدخلاته على الميدان وتصريحاته بعد المقابلات رصينة ويقرأ ألف حساب لكل شيء ويحترم نفسه ويترفع على الخزعبلات والرقص هنا وهناك مثل الصغار ، لكن ها هو رويد يطل علينا ليغيّر فكرتنا ويسيء بالمناسبة لكل اللاعبين المخضرمين في كرتنا ... في النهاية أود أن يتوقف البعض على الزج بأنديتهم السابقة وبالفرق الكبيرة في مواضيع لا تعنيها بالمرة وهي في غنى عنها وأن يهتم كل طرف بما يشغله ويهمه وهذا هو المفيد.