من المنتظر أن تنطلق يوم 14 ماي الجاري فعاليات المؤتمر الوطني للشباب الذي سيتولّى رئيس الجمهورية إعطاء إشارة انطلاقه. وشهدت الفترة الماضية تحضيرات مكثفة لهذا المؤتمر بمشاركة شباب من كل الأحزاب والحساسيات السياسية بهدف رسم مسار موحد لمشاكل الشباب بقطع النظر عن الاختلافات السياسية . وتعول مؤسسة رئاسة الجمهورية التي تشرف على تحضيرات هذا المؤتمر والأطراف المشاركة أن تكون هذه المناسبة فرصة لفتح أفاق جديدة أمام فئة هامة في المجتمع لم تحض بالإهتمام الكافي رغم مشاركتها الهامة في كافة مراحل الانتقال السياسي بالبلاد. وقالت المستشارة لدى رئاسة الجمهورية ربيعة النجلاوي ان المؤتمر الوطني للشباب سيساهم في رسم استراتيجية مندمجة لشباب تونس 2030 مبرزة ان مخرجات المؤتمر ستكون منطلقا لمشاريع قوانين أو إجراءات أو إصلاحات يتم اتخاذها لدعم مشاركة الشباب في الشأن العام. وأكدت النجلاوي في تصريح ل»التونسية» أن المؤتمر الوطني المقرر ليوم 14 الجاري سيكون انطلاقة لجملة من المؤتمرات المحلية والجهوية والاقليمية تستهدف مشاركة مليون شاب مؤكدة أن الشباب المشارك في الأعمال التحضيرية هو من سيتولى الإعداد للمرحلة القادمة. واعتبرت النجلاوي أن مشاركة الشباب في كل المسارات التحضيرية بقطع النظر عن الإعداد الإداري أكسب هذا المؤتمر طابعا خاصا مقارنة بالمؤتمرات الأخرى التي تكون فيها الإدارة سيدة الموقف. وحول تلويح المنتمين لبعض الحساسيات السياسية بمقاطعة المؤتمر بسبب ما اعتبروه اقصاء لهم من المشاركة قالت ربيعة النجلاوي أنه ليس لمؤسّسة رئاسة الجمهورية المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة نيّة لإقصاء أي طرف كان وذلك بحرص شديد من رئيس الجمهورية الذي قالت إنّه أعطى أوامره ليكون شباب تونس بكل انتماءاته وتياراته ممثلا مؤكدة أنّ الدعوات وجهت على أساس قاعدة البيانات الخاصة بالجمعيات والمنظمات الشبابية التي لم تكن محينة بالقدر الكافي. وفي السياق ذاته أضافت المتحدثة أن أي نوع من أنواع التفاعل يعد إيجابيا حسب تقديرها مؤكدة أن استياء بعض الأطراف من عدم دعوتهم دليل على الرغبة في المشاركة وأهمية الحدث مشددة على عدم وجود أيّة نية مسبقة لإقصاء أي طرف كان . وابرزت النجلاوي أن المؤتمر الذي يجمع شبابا من عدد من الاحزاب السياسية ذات الإيديولوجيات المختلفة يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ تونس قوامها العمل المشترك من أجل المصلحة الوطنية بالتعويل على الطاقات الشبابية . أما في ما يتعلق بالاستعدادات اللوجستية فقد أكدت المستشارة لدى رئيس الجمهورية المكلفة بالشباب أن الأعمال واللقاءات التحضيرية ستُفرز الوثيقة التوجيهية للمؤتمر الوطني للشباب والتي بدورها ستحدّد عدد الورشات ومحاورها ومحتواها ملاحظة أنّ هذه الورشات وإن لم يتوضح بعد عددها او تركيبتها لن تقتصر على الشباب فحسب وأنّها ستشمل خبراء وأساتذة جامعييّن مختصين في كل المحاور والإشكاليات التي ستتناولها الورشات. ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر الوطني الذي سينتظم بقصر المؤتمرات مشاركة 1000 شاب سيؤطرون بدورهم المؤتمرات المحلية والجهوية والإقليمية فضلا عن المشاركات التي ستتم عبر الموقع الذي تم تخصيصه للغرض والذي شهد إلى حد الأن تسجيل مشاركة أكثر من 10 آلاف شاب سيقع تدوين ملاحظاتهم ومساهماتهم ضمن الوثيقة النهائية للمؤتمر التي ستكون في شكل جملة من التوصيات ستُرفع إلى سلطة القرار لأخذها بعين الاعتبار في رسم السياسة العامة للدولة ومنوال التنمية الجديد . كما سيُفتح المجال إفتراضيا من خلال ذات الموقع لمتابعة كافة المراحل القادمة للمؤتمر مع نشر كل التقارير التي تتم صياغتها . أمّا عن المقاييس التي سيقع على أساسها اختيار المشاركين فإنها لم تُضبط نهائيا بعد وهي تمثّل إحدى النقاط التي تناقشها لجنة الإعداد للمؤتمر مع تمثيليات الشباب خلال اللقاءات التي تعقدها معهم.