يستعد المعهد الوطني للاستهلاك تحت إشراف وزارة التجارة لشن هجوم معاكس على السجائر المقلدة في تونس من خلال إطلاق حملة وطنية كبرى للتحسيس بمضار التدخين عامة وخاصة السجائر المقلدة التي تساهم في تخريب الاقتصاد الوطني وفي الوقت ذاته ضلوع تهريب السجائر المقلّدة في تمويل الإرهاب وذلك بداية من 16 ماي الجاري. وضمن هذا الإطار يطلق المعهد بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد حملة وطنية تحسيسية حول السجائر المقلدة تحت شعار «منا يقتل ومنا يقتل» للتأكيد على المضار الصحية للسجائر بما فيها المقلدة والمهربة ومساهمة تهريب السجائر في تمويل الإرهاب. ولاحظ طارق بن جازية المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك في تصريح ل «التونسية» أن للسجائر المقلدة والمهربة تأثيرات على صحة المستهلك والاقتصاد الوطني ملاحظا أن الدولة تخسر سنويا حوالي 500 مليون دينار جراء عمليات تهريب السجائر وعدم مرورها بالمسالك الرسمية إلى جانب أنها تعتبر 11 مرة مسرطنة أكثر من السجائر العادية مشددا على أن كل السجائر مضرة بالصحة وان الأفضل هو الإقلاع عن التدخين. وأشار إلى انه سيقع توزيع العديد من المطويات والمعلقات الجدارية على المواطنين للتحسيس بمضار التدخين ومن ضمنها السجائر المقلدة والمهربة إلى جانب الاستعداد للقيام بومضات تلفزية واذاعية في الغرض وإرساليات قصيرة تحذر من اقتناء السجائر وخاصة المهربة. من جهة أخرى قال محدثنا إن المعهد الوطني للاستهلاك سيطلق أربع حملات تحسيسية أخرى حول تبذير الخبز والتشجيع على استهلاك المنتوج المحلي ومقاومة الألعاب المقلدة وتبذير السكر بداية من النصف الثاني من شهر ماي الجاري والى موفى شهر رمضان. ولاحظ أن إطلاق هذه الحملات التحسيسية يتزامن مع فترة يرتفع فيها الاستهلاك التونسي بشكل ملحوظ وخاصة في شهر رمضان وفصل الصيف، مشيرا إلى أن المعهد سينظم بإشراف وزارة التجارة حملة لدفع استهلاك المنتوج التونسي من منطلق أن لاستهلاك المنتوج الوطني دورا كبيرا في الحفاظ على مواطن الشغل بالبلاد ودفع نسق المؤسسات الاقتصادية ودفع الحركية التجارية. وأكد طارق بن جازية في هذا الصدد انه سيتم وضع الحملة تحت شعار «نحب بلادي نستهلك تونسي» تضم دعوة للتونسيين إلى الإقبال على المنتوج المحلي لا سيما ان المنتوجات المحلية مقارنة بالمنتوجات الأجنبية عرفت تطورا كبيرا خاصة على مستوى الجودة والضغط على الأسعار داعيا إلى تغليب الواعز الوطني في اختيار المنتوج المحلّي على حساب المنتوج المستورد. وأشار إلى انه سيتم تنظيم هذه الحملة بالتعاون مع الشركة التونسية للترقيم اثر القيام ببحث ميداني اظهر أن حوالي 7 بالمائة فقط من التونسيين يعرفون رقم الترقيم العمودي للمنتوجات التونسية (619) معتبرا أن ذلك أمر محير. وبالنسبة للحملة الثالثة ذكر المسؤول انه في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للحد من تبذير الخبز وخاصة خلال شهر رمضان حيث يرتفع استهلاك الخبز بنسبة 130 بالمائة بالمقارنة مع الأشهر العادية، ستتم برمجة حملة في الغرض مع بداية شهر رمضان القادم. وسينجز المعهد الوطني للاستهلاك خلال شهر رمضان حملتين خلال الأسبوع الأخير من شهر الصيام حول التقليص من استهلاك السكر تحت شعار (السكر نقص الشطر قبل ما تتضرّ) لا سيما ان استهلاك الحلويات يرتفع بشكل لافت في شهر الصيام خلال الليل علما ان داء السكري يمس زهاء 26 بالمائة من التونسيين. وستركز الحملة كذلك على التحسيس بالمضار الصحية لألعاب الأطفال المقلدة وغير المطابقة للمواصفات التي يقع الإقبال عليها بمناسبة عيد الفطر وذلك بالتعاون مع الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات.