ضيفنا اليوم في ركن "كنت طالبا" هو السيد "محمود شوشان" مستشار مقرر عام برتبة مدير عام بالإدارة العامة لنزاعات الدولة. التقيناه ليحدثنا عن ذكرياته في رحاب الجامعة وصولا إلى منصبه الحالي. فاستقبلنا بكل رحابة صدر وكان لنا معه الحوار التالي: • بماذا توحي إليك كلمة طالب؟ - الطالب هو طالب العلم وهو بداية المسيرة لتجسيم الطموح • ما هي الصعوبات التي اعترضتك في المرحلة الطلابية؟ - لم أعان من أية صعوبات فلقد درست المرحلة الابتدائية والثانوية وكذلك الجامعية في العاصمة. كما أنني كنت سريع الاندماج وسط المجتمع الطلابي لأنني بطبعي اجتماعي. ولعل أشد ما كان يقلقني آنذاك هو كثرة الإضرابات التي تكررت بشكل كبير سنة 1972 فكنت أمقت أولئك الطلبة المتظاهرين لأنهم يجبرونني على التغيب عن الدراسة خاصة وأنها همي الوحيد آذاك. • هل عرف الحب طريقه إلى قلبك؟ - طيلة فترة دراستي الجامعية كان حبي الوحيد هو الدراسة وكنت من النجباء. كما كنت أعشق ممارسة الرياضة وكنت أنتمي إلى جمعية مقرين الرياضية. • هل أن دراسة القانون كانت اختيارا أم اضطرارا؟ - لم تكن اختيارا ولا اضطرارا وإنما هي نصيحة واقتراح من أحد أصدقائي الذي درس هو الآخر الحقوق ونجحنا والحمد لله ولم أندم على ذلك. • ألم تتمنّى أن تكون محاميا؟ - بالطبع تمنيت ذلك مع أنني محام تابع للدولة. • ما هي المناصب التي شغلتها طيلة مسيرتك المهنية؟ - تحصلت على شهادة الأستاذية في الحقوق سنة 1977 بكلية الحقوق بالمنار وفي سنة 1978. اشتغلت متصرف حكومة بالإدارة القانونية بوزارة الداخلية ثم رئيس مصلحة ثم كاهية مدير ثم متصرف مستشار بالوزارة ذاتها. وفي سنة 1991 انتقلت إلى الإدارة العامة لنزاعات الدولة بصفة مستشار مقرر. وفي سنة 2000 تحصلت على الترقية المهنية لأصبح مستشارا مقررا عاما بالإدارة العامة لنزاعات الدولة. • أول راتب شهري في حياتك المهنية؟ - كنا نتقاضى في تلك الفترة أجرا قدره 73 دينارا. وكان ذلك الراتب يكفي لمتطلبات حياتنا اليومية على عكس اليوم. • ما هي أنواع القضايا التي تهتم بها الإدارة العامة لنزاعات الدولة؟ - نعالج قضايا عقارية وأخرى مدنية وجزائية وغيرها. وبحكم انتمائنا إلى وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية فإننا ندافع على مختلف الإدارات العمومية طالبة كانت أو مطلوبة. • كم عدد القضايا التي تنظرون فيها سنويا؟ - حوالي 80000 قضية منها 50 ألف قضية تتعلق بالسجل العقاري. والبقية هي قضايا مختلفة (مدنية، جزائية، قضايا تابعة لوزارة التربية وأخرى لوزارة الصحة بالإضافة إلى قضايا تابعة لصندوق حوادث المرور). • هل تعوض الصحافة الإلكترونية حاجتك إلى الصحف الورقية؟ - الصحافة الالكترونية مشروع ناجح في عصرنا اليوم خاصة بالنسبة إلى الشباب الذين أصبحوا "عبيد" الأنترنات والحاسوب فلا وقت لديهم لتصفح الجرائد أو مطالعة الكتب أما بالنسبة إلي فأنا ضد الأنترنات وأحبذ الصحافة المكتوبة. • نصيحتك لطالب اليوم؟ - لا بد أن يتخلّص طالب اليوم من الشعار المتداول "نقرا ما نقراش ...المستقبل ما ثماش" لأن الدراسة هي مفتاح كل أبواب الحياة وهي المستقبل. على الطالب كذلك ألا يقتصر على ما يقدمه له الأستاذ من معلومات وأن يهتم بالجانب الثقافي الذي ينمي زاده المعرفي لأن قيمة الإنسان تكمن في مدى إلمامه بالثقافة العامة لا الاقتصار على مجال معين. كما أنصح طلبة اليوم بالتفاؤل والتخلي عن الأفكار التشاؤمية مع ضرورة المحافظة على الاحترام والأخلاق الفاضلة.