أخيرا أسدل الستار على مسلسل المدرب الجديد للمنتخب الوطني والذي مثلما توقعه الجميع كان فوزي البنزرتي ومن سواه رجل المهمات الصعبة و"سوبر مان" زمانه, البنزرتي تم تنصيبه مجددا على رأس المنتخب في خطوة توقعها اغلب الملاحظين رغم بعض محاولات التعتيم والتضليل والمناورات التي سلكها المكتب الجامعي الذي حاول بكل الطرق إيجاد غطاء شرعي لتمرير هذا التعيين بفسح المجال أمام لجان فنية قيل أنها اجتمعت مرارا وتكرارا لدراسة ملفات المترشحين لخلافة مارشان ! لن نخوض في ماهية هذا التعيين وفي الجوانب الفنية التي ارتكز عليها أهل الاختصاص لتنصيب فوزي البنزرتي لان أهل مكة أدرى بشعابها وإن كان إشراف البنزرتي على تدريب المنتخب أمرا منتظرا قياسا بقصر نظر الماسكين بزمام الكرة في تونس والذين لا يرون سوى "سي" فوزي فان الغريب في الأمر هو قبول البنزرتي مرة أخرى بتدريب المنتخب في ظروف صعبة وبشروط أصعب فكان كمن يحمل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة والغريب أكثر أن البنزرتي لم يتعض على ما يبدو من تجاربه السابقة وقبل المهمة وابتلع الطعم دون أن يدرك أنه سيحمل فيما بعد في صورة فشلنا لا قدر الله في العبور إلى النهائيات الإفريقية وزره و وزر من سبقوه لأنه سيكون المسؤول الأول حينها عن سقوط "النسور" وسيخرج من الباب الصغير مثلما عهدناه... قد يتساءل البعض كيف لمدرب من هذا الصنف ومن هذا الحجم خاصة وانه يتسيد قاطرة المدربين التونسيين أن يقبل وهو المعروف بطابعه الخاص ومزاجه الصعب أن يكون للمرة الألف عجلة احتياطية, كيف يقبل البنزرتي وهو الذي طعن مرارا وتكرارا في تجاربه السابقة مع المنتخب أن يلدغ من نفس الجحر وكيف يرضخ لشروط الحفصي وهو الذي قال انه يعمل "بالكيف"... فوزي البنزرتي درب المنتخب سنة 1994 في مباراة شهيرة مازالت الذاكرة تحتفظ بها إلى حد الآن ثم وقع طرده ليعود بعد 16 سنة ليشرف على المنتخب وليلقى نفس المصير وربما كان وجه الشبه في المغامرتين أن البنزرتي ذهب ضحية فلسفة فاشلة وخاصة ضحية أطماعه...البنزرتي عاد مجددا ليكون على رأس المنتخب لكنه عاد صغيرا رغم انه على مشارف الستين وعاد هذه المرة بعقد أهداف سيجعله يلعب مصيره على ضربة حظ وهو المطالب بتجاوز منافسيه في ما تبقى من عمر التصفيات وكذلك تجاوز أخطاء سلفه برتران مارشان. قد يكون تدريب المنتخب حلما يراود الكثيرين وقد يكون الواجب الوطني محفزا قويا للخوض في المجهول لكن فوزي البنزرتي وعلى عكس ما يدعي دائما لم يلب نداء الواجب لان هروبه من قبل من مركب الترجي وحكاية تبديل العجلات آنذاك ومراوغته للنادي الصفاقسي يؤكدان أن البنزرتي لا يعير أي اهتمام لما يسمى الواجب ولا يلعب إلا لاسمه ولتاريخه ولهذا فوجئنا كيف يقبل فوزي صاحب "الكيف" أن تفرض عليه نفس الممارسات وان يقبل بتدريب المنتخب قبل أن يطلع على عقده الجديد وكيف يرضى بأن تقتصر تجربته على ثلاث مباريات فقط العثرة في إحداها تعني الإقالة... العاقل في قاموسنا يا "سي" فوزي لا يلدغ من الجحر مرتين فما بالك بثلاث... على ذكر "الكيف" نود بكل لطف من أعضاء المكتب الجامعي أن يوجهوا لفت نظر إلى مدربهم الجديد للكف عن هذه التصريحات المجانية لان العمل في صلب المنتخب ليس تدخين "شيشة" أو مطالعة الشعر ف"الكيف" ليس في قاموسنا نحن الرياضيين لأنه يحبس الأنفاس فماذا لو طار الكيف في قلب المشوار...؟