تحتضن العاصمة القطرية الدوحة اليوم حفل افتتاح نهائيات كأس أمم آسيا في نسختها الخامسة عشرة بعد أن كانت بدايتها في هونغ كونغ وتوجت بها كوريا الجنوبية وأردفتها بالنسخة الثانية سنة 1960. الدورة الثالثة من هذه المسابقة أقيمت في فلسطين وتوج بها الكيان الصهيوني على حساب المنتخب الكوري بهدفين لهدف قبل أن تكون النسخة الموالية آخر عهد لهذا ا"لمنتخب" بالمسابقة الآسيوية. انطلاقا من سنة 1968 بدأت هيمنة الكبار على هذه الكأس الآسيوية والبداية بالمنتخب الإيراني الذي توج باللقب لثلاث مرات متتالية سنوات 1968 و1972 و1976. هذه السلسلة تمكن المنتخب الكويتي من كسرها وإهداء العرب أول لقب سنة 1980 وهو ما فتح الأبواب على مصراعيها للأخضر السعودي ليفرض هيمنته سنتي 1984 و1988. الكأس القارية ملت المقام في شبه الجزيرة العربية طوال ثماني سنوات كاملة وهي من المفارقة سنوات الحرب العراقية الإيرانية أطول حرب شهدها القرن العشرين لتولي وجهتها سنة 1992 نحو بلاد مشرق الشمس تحديدا اليابان قبل أن تعود إلى جزيرة العرب سنة 1996 وفي دورتي 2000 و2004 عادت الكأس إلى اليابان قبل أن يأسرها المنتخب العراقي بقيادة "السفاح" سنة 2007. إجمالا من أصل 15 نسخة فاز العرب بثلثها أي 5 ألقاب ثلاثة منها للمنتخب السعودي ولقب لكل من الجارين "اللدودين" المنتخب الكويتي والعراقي. • "الملالي" وكوريا الجنوبية أكثر المنتخبات مشاركة: يحتل منتخب إيران وكوريا الجنوبية صدارة ترتيب المنتخبات المشاركة في هذه التظاهرة ب12 مرة إذ لم يغيبا عنها إلا 3 مرات. في المقابل فإن المنتخب الكويتي أكثر العرب حضورا ب9 مرات يليه كل من منتخبات السعودية والإمارات وقطر ب8 مرات فمنتخب أسود الرافدين ب7 مرات أما أقل منتخب عربي شارك فهو المنتخب اللبناني الذي اكتفى بالتنظيم سنة 2000 وغادر منذ الدور الأول. • قطر تقدم طبق مفتحات قبل احتضان نهائيات كأس العالم 2022. سيكون متابعو كأس القارة الصفراء على موعد اليوم مع "استعراض عضلات" لدولة قطر في مجال التنظيم وهي التي ستحتضن كأس العالم لسنة 2022، ورغم أن الحيز الزمني مازال طويلا بعض الشيء إلا أن هذا البلد "القزم" جغرافيا و"الضخم" بموارده الطبيعية وأمواله سيقدم نبذة صغيرة جدا عن امكاناته اللامحدودة في احتضان المسابقات الاقليمية وهو الذي أقصى دولا عتيدة من سباق المراهنة على الكأس العالمية أبرزها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وهو ما يكفي مؤونة التعليق. • العنابي يتحدى المنتخب الأوزبكي اليوم: كنية المنتخب القطري هو العنابي وهو رمز للدماء المتخثرة التي تقول قطر إنها بذلتها في حروبها الأخيرة خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أبناء ميتسو سبق أن التقوا منافس اليوم مرة واحدة في إطار نهائيات "الآسياد" كانت في الدورة التي احتضنتها العاصمة بيروت سنة 2000 وانتهت لصالح أوزبكستان بهدف لصفر. لقاء اليوم يحتضه "استاد" خليفة بالدوحة الذي يتسع ل50 ألف مشجع انطلاقا من الساعة 17:15 بتوقيت تونس. • من سيخلف أسود الرافدين؟ ربما لا يعلم الكثيرون أن سكان القارة الآسيوية يمثلون أكثر من نصف سكان العالم، لذا فإن التتويج بكأس أمم آسيا هو أقرب ما يكون للتتويج بكأس العالم (من الناحية الجماهيرية ) وإذا ما تمكن العراق في النسخة الأخيرة بماليزيا من تجاوز أحزانه ودموعه وآلامه وإهداء العراقيين لقبا ساهم في توحيد الصف العراقي وهو ما عجز عنه الساسة في هذا البلد المتعاقد مع الشقاء فإن مهمة زملاء "السفاح" يونس محمود لن تكون سهلة سيما وأنهم فقدوا قسطا كبيرا من بريقهم بعد لقب 2007 فهل تكون استراحة الأسود أم أن اللقب سيختار وجهة أخرى ؟