من منطلق الأهمية التي يحتلها القطاع الصحي في حياة المجموعة الوطنية واعتبارا لدوره الحيوي في استحثاث نسق الاستثمار وتصدير الخدمات العلاجية وفي التكوين والبحث العلمي خصه الرئيس زين العابدين بن علي في برنامجه الرئاسي "معا لرفع التحديات" بمجموعة من الأهداف الطموحة الرامية أساسا إلى الرفع من أداء المنظومة الصحية وتعزيز بنيتها الأساسية. وفي هذا الإطار سيتم خلال السنة الجارية الشروع في إنجاز المستشفى الجامعي الجديد بصفاقس بكلفة جملية قدرها 43 مليون دينار وتجسيما لما أذن به رئيس الدولة في الذكرى 23 للتحول تنكب جهود وزارة الصحة العمومية خلال الفترة المقبلة على تطوير النظام المعلوماتي الاستشفائي الحالي إلى نظام مركزي من خلال إعطاء المريض محورا أساسيا. ويندرج هذا المشروع في إطار تركيز الملف الطبي الموحد للمريض بما يساهم في تسهيل عملية المتابعة الطبية واستمرارية العلاج عبر تيسير تبادل المعلومات بين مختلف الهياكل الصحية المعنية. كما ستشهد السنة الحالية مزيد تفعيل الدور الاقتصادي للقطاع من خلال مواصلة نسق تطوير التصدير والاستثمار في الخدمات العلاجية وصناعة الأدوية والتلاقيح والأمصال والعلاج بالمياه بهدف بلوغ نسبة نمو بمعدل 20 بالمائة سنويا لصادرات الخدمات الصحية. هذا وقد عرفت السنة الفارطة تطورا مهمّا في مجال توفير التجهيزات والمعدات الطبية ومواصلة نسق تعميم طب الاختصاص في الجهات ذات الأولوية والتكوين في الاختصاصات الحيوية. وقد ناهزت الاستثمارات الجملية التي خصصت لدعم التجهيزات حوالي 70 مليون دينار في حين مكنت خطة تعميم طب الاختصاص في الجهات من ارتفاع أطباء الاختصاص في المناطق ذات الألوية من 280 طبيبا سنة 2008 إلى حوالي 480 طبيبا سنة 2010 وذلك بفضل ما أقره الرئيس زين العابدين بن علي من إجراءات وحوافز عملية لتشجيع الإطار الطبي على العمل بالجهات هذا علاوة على إنجاز أقطاب إقليمية لطب الاختصاص بكل من جندوبة وقفصة وقابس. وفيما يتعلق بدعم العيادات الخارجية ومزيد تقريب الخدمات من المواطن تواصل خلال سنة 2010 المنقضية برنامج تطوير تجربة العيادات الخارجية بعد الظهر التي تمثل حاليا 4.4 بالمائة من مجموع العيادات الخارجية على أن يتم الارتقاء بها مع حلول سنة 2014 إلى 15 بالمائة من مجموع العيادات وبمعدل 10 عيادات إضافية سنويا. وتم إدماج 22 مؤسسة صحية في منظومة المواعيد عن بعد ليرتفع بذلك عدد المؤسسات العاملة بهذه الآلية إلى 38 مؤسسة على أن يقع الترفيع في عدد العيادات المؤمنة عن بعد إلى 50 ألف عيادة سنويا في أفق سنة 2014 مقابل 13 ألفا حاليا. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّه سيشرع خلال هذه السنة في تنفيذ البرنامج الخصوصي لتأهيل القطاع الصحي العمومي تجسيما لقرار رئيس الدولة في الذكرى 23 للتحول. ولهذا الغرض تم تخصيص 80 مليون دينار في إطار المخطط 12 للتنمية لتمويل هذا البرنامج.