تحدث السيد الرافعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ومقرها في مدريد، إلى صحيفة "فرانس 24" عن تأثير الأوضاع السياسية في تونس حاليا في قطاع السياحة الحيوي في هذا البلد. كيف تقيمون تأثير الأوضاع السياسية التي تمر بها تونس حاليا في قطاع السياحة في هذا البلد ؟ أولا، لا بد من التأكيد ان موقع تونس التاريخي كمقصد سياحي هو موقع قوي ومتين وان قدرته على التأقلم وتجاوز الصعوبات تمت تجربته في السابق. ودون شك فان الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد ستؤثر أو أثرت مرحليا وآنيا في حركة السياحة في تونس وهذا أمر واضح ومتوقع. ولكننا واثقون تماما في أوساط منظمة الأممالمتحدة للسياحة بأن تونس سوف تستعيد مكانتها بأسرع بكثير مما يتوقعه الكثيرون بمجرد عودة شيء من الهدوء والاستقرار والوضوح في الرؤية. التاريخ التراكمي لتونس كمقصد سياحي لا يلغى في لحظات آنية كهذه.
لكن هل لديكم فكرة عن حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع السياحي في تونس منذ اندلاع الاحتجاجات ؟ لا يزال هذا التقييم مبكرا لأننا نتحدث عما حصل منذ اقل من أسبوع. لدينا وحدة مختصة لدراسة هذا الأمر ونحن نراقب هذا الوضع و حتى نستطيع تقييم الأشياء لا بد من أن نبدأ برؤية شيء من الاستقرار والهدوء ولا يزال الأمر مبكرا. تستقبل تونس سنويا حوالي سبعة ملايين سائح ولها دخل من السياحة يزيد عن ثلاثة مليارات دولار. في هذه الفترة من العام نستطيع بدقة معرفة حساب معدل الخسارة اليومية ولكننا لسنا بعد في موقع نستطيع فيه أن نعطي أرقاما دقيقة.
لكن العديد من الشركات السياحية لا سيما الأوروبية منها ألغت رحلاتها حتى نهاية الشهر الحالي. هل تتوقعون أن يطول الأمر وأن يقع إلغاء المزيد من الرحلات ؟ إلغاء الرحلات حتى نهاية هذا الشهر هو أمر جيد. هذا يعني أن الشركات ألغت فقط ما هو متوقع حدوثه خلال أسبوع أو أسبوعين. نحن الآن في الثامن عشر من الشهر ونتحدث عن إلغاء لمدة عشرة أيام فقط وهذا أمر طبيعي جدا. نرى في هذا ظاهرة صحّية لأنه ليس هناك إلغاء لحجوزات متوسطة أو بعيدة المدى. أما فيما يتعلق بالسؤال حول ما إذا كنا نتوقع إلغاءات أكثر، اعتقد أن هذا سوف يعتمد على كيفية استقرار الأمور في الأيام القليلة المقبلة. يجري الحديث الآن عن بعض التطورات التي حدثت بعد تشكيل الحكومة المؤقتة في تونس. المجتمع الدولي يراقب الوضع و شركات السفر والسياحة تتعامل مع هذه الأمور بديناميكية عالية. فإذا وجدت هذه الشركات وأحس العالم بوجود ملامح للاستقرار فلن تحدث إلغاءات متوسطة أو بعيدة المدى. ماذا عن السياح الموجودين داخل تونس خلال هذه الاضطرابات وهل غادروا تونس كلهم ؟ معظمهم غادر تونس حسب المعلومات التي هي بحوزتنا. الشيء الايجابي هو انه لم يتعرض أي سائح أو أي زائر في تونس، حسب معلوماتنا، لأية أضرار أو لأي انزعاج. بالعكس، كانت هنالك الكثير من اللقاءات التي أجريت لبعض الذين اضطروا إلى المغادرة في وقت قصير وكان الجميع يؤكد بأنه في حالة استقرار الأوضاع فأنهم سوف يأتون لزيارة تونس ثانية وقد عوملوا معاملة جيدة. المعلومات التي لدينا تشير بان معظم السواح قد غادروا تونس وان الذين لم يستطيعوا مغادرتها فأنهم سوف يغادرونها اليوم أو غدا. نحن باتصال مستمر بالعديد من الجهات المسؤولة في تونس وكذلك بالسفارات التونسية في الخارج وهم يتلقون بكل رحابة الصدر المعلومات ويتعاونون معنا في محاولة للتعرف على أماكن وجود هؤلاء السواح وتامين مغادرتهم للبلاد إذا رغبوا في ذلك.