شهدت معتمدية بوعرقوب من ولاية نابل عودة الحركة إلى طبيعتها ، بعد أن إلتحق الموظفون بمقرات عملهم بكل من القباضة المالية و مكتب البريد و البنوك ، نفس الشيء شهدته المؤسسات الخدماتية من خلال فتح الصيدليات لأبوابها لتوفير الدواء للمواطنين و كذلك المخابز التي وفرت مادة الخبز بصفة منتظمة ولم نشهد إكتظاظا نهاية الأسبوع الفارط . كما واصلت المقاهي فتح أبوابها للحرفاء الذين اكتظت بهم . قطاع النقل العمومي بدوره عاد للنشاط و قام بتأمين تنقل المواطنين . كما سجلنا نشاط بقية المحلات التجارية والخدماتية بأنواعها ، وهو ما أعاد الطمأنينة إلى المواطنين الذين تحركوا بصفة عادية وهو ما يؤشر لبداية الإنفراج بهذه المنطقة التي شهدت تكاتف متساكنيها و تضامنهم ، وهو شيء كبير أثلج صدور الجميع . و قد لاحظنا قدوم مواطنين من المناطق المجاورة لشراء مادة الخبز المتوفرة بكثرة ببوعرقوب و قد إنتصبت السوق الأسبوعية يومي الثلاثاء و الأربعاء و ووفرت المواد الإستهلاكية للمواطنين من خضر و غلال بكميات كبيرة و بأسعار معتدلة. و من الناحية الأمنية فالوضع آمن نهارا وليلا بفضل تواجد قوات الجيش الوطني و الحرس الوطني و الذين وجدوا كل الدعم من المواطنين الذين كونوا منذ يوم الجمعة الفارط في لجان تراقب وتحرس الممتلكات العامة و الخاصة . و مقارنة بالعديد من معتمديات ولاية نابل فإن الأضرار ببوعرقوب لم تكن جسيمة عدى بعض التجاوزات التي قام بها أشخاص من خارج المدينة من خلال حرق دار الشباب وخلية الإرشاد الفلاحي و مصنع للمواد الكحولية .... و من ناحية أخرى فقد عمت الفرحة العائلات التي عاد إليها أبناؤها من السجن ممن أطلق سراحهم ليشاركوا أهاليهم لحظات التمتع بالحرية خاصة و أن البعض منهم زج بهم في السجن من طرف بعض رموز العهد السابق و الجميع ببوعرقوب يعرف الظروف و الملابسات و المكائد التي دبرت لهم لدخول السجن لكن مع إنبلاج فجر الحرية بفضل تضحيات الشعب التونسي عاد هؤلاء المظلومون إلى عائلاتهم. و تتطلع بوعرقوب مثل بقية مناطق الجمهورية إلى غد أفضل بدأ الحديث عنه في الأماكن العامة و الخاصة لخدمة المنطقة و دعم التنمية بها بعد التأخر الذي أصابها في السنوات الأخيرة بسبب تواجد مسؤولين كذبوا على المواطنين كما كذب عليهم النظام برمته . فأخيرا عاشت بوعرقوب حالات من الرعب تسبب فيها المسؤولون المحليون من خلال قرارات الهدم التي طالت العديد من المحلات السكنية و تفشي ظاهرة الرشوة التي تغلغلت في صفوف العديد من المسؤولين و الموظفين ... هذا هو وضع بوعرقوب التي تتطلع إلى مستقبل أفضل في ظل المعطيات الجديدة التي ستفتح الآفاق لما تتوفر عليه المنطقة من فرص مهمة للتنمية في قطاعات الصناعة و الفلاحة و الخدمات...