عندما نتصفح المحطات التاريخية التي عرفتها الأغنية التونسية منذ 1987 نلحظ أنها عرفت مرحلتين.. مرحلة أولى شهدت التغني بالوطن..والوفاء للشهداء..فكان لطفي بوشناق ب"احنا الجود احنا الكرم" و صلاح مصباح ب"يا أم السواعد سمر" و أمينة فاخت ب"أحبك يابلادي" و صوفية صادق ب"أحب البلاد" وتغنت ذكرى بتونس وشدت لطيفة العرفاوي ب"أهيم بتونس الخضراء"..غير أنه سرعان ما تغير الخطاب الموسيقي إلى "الشخصية" المغلقة إن صح التعبير وكمثال على ذلك حديث العهد ..".فرحة تونس" لصوفية صادق.."أشرق" لأمينة فاخت.."بلادنا زينة" لحسن الدهماني..وتسابق الفنانون في إعلان الولاء الضيق لتونس من خلال التمجيد والتهليل ل"بن علي" و "إنجازاته"..تسابق الفنانون بإنتاج موسيقي "مناسباتي"حازوا من خلاله على الامتيازات..فلطيفة العرفاوي التي صرحت ل"التونسية" ما يفيد بأنّها تعيش في تونس أحلى فتراتها الفنية وهي سعيدة بالغناء للمرأة التونسية..وكل زيارة إلى تونس تكشف فيها الجديد الذي تفخر به..: ومنذ أيام تبرأت تماما التام من النظام البائد صرحت بأنّها "موجوعة" ..وكشفت هند صبري أنه تم إجبارها على إمضاء بيان المناشدة لانتخابات 2014..وأمينة فاخت الابنة المدللة لليلى الطرابلسي تبرأت هي الأخرى من هذه "الأمومة" !!!؟ وأمس حدثت ملاسنة شادة بين شاعرتين..وكل واحدة تتهم الأخرى بكونها كانت أكثر ولاء منها لليلى الطرابلسي وحاشيتها !!!؟ * وصمتت جميلة الماجري "جميلة الماجري" رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين المقالة من منصبها يوم 9 جانفي..اجتهدت خلال الأيام التي سبقت ثورة الشعب لاستعادة صورتها المنهارة فكان أن تعددت مداخلاتها على الشاشة التلفزية لتمجيد العهد البائد في محاولة أخيرة لاستعادة بريق أفل دون رجعة. * الاعتذار للشعب التونسي هذا قليل من كثير مما تعيشه الساحة الثقافية والفنية من حراك..حيث ارتفعت عديد الأصوات على غرار "آمال الحمروني" و "نور الدين الشمنقي" و "محمد الجابلي" و "سليم دولة" مطالبة كل المتورطين من المبدعين في مساندة النظام البائد قولا وفعلا بتقديم اعتذار رسمي وعلني تنقله القنوات التلفزيونية والإذاعية مباشرة إلى الشعب التونسي وخاصة أولئك الذين أمضوا على عريضة المناشدة للترشح لانتخابات 2014