مثلما حدث في تونس طيلة أيام الاحتجاجات ضد نظام زين العابدين بن علي، نشطت مواقع التواصل الاجتماعي، تحديدا "فيس بوك" و"تويتر" في الدعوة إلى التظاهر في القاهرة وباقي المدن المصرية الثلاثاء احتجاجا على نظام الرئيس حسني مبارك. ويصعب على أي متتبع للأحداث ألا يقيم الصلة بين ما يحصل اليوم في مصر وما حصل بالأمس القريب في تونس من ثورة أسقطت نظام الرئيس بن علي، التي أطلق البعض عليها تسمية "أول ثورة على فيس بوك". و لكن هل يخشى الرئيس المصري حسني مبارك القابض على كرسي الرئاسة منذ 29 عاما من تكرار السيناريو التونسي في بلاده؟ "عزيزي الشعب التونسي، شمس الثورة لن تغيب" بمعزل عن موقف الرئيس المصري، يبدو أن شرائح واسعة من الشعب المصري لا تستبعد الأمر. "عزيزي الشعب التونسي، شمس الثورة لن تغيب" تعليق تطالعه على صفحة منشورة على فيس بوك عنوانها " 25 جانفي: ثورة الحرية" جمعت 400 ألف شخص، يحلمون أن تسلك مصر الدرب الذي سلكته تونس. و اختيار التاريخ ليس صدفة، كون 25 جانفي يصادف "يوم الشرطة" اليوم الذي تحتفي به مصر بانتفاضة قوى الأمن في عام 1952 ضد البريطانيين .وبالمناسبة، دعا رواد الشبكة العنكبوتية رجال الأمن إلى الانضمام إلى المتظاهرين للتعبير عن سخطهم. كما عرف" فيس بوك" مجموعة أخرى تسمى "يوم الثورة" تدعو إلى النزول إلى الشوارع وتؤكد أن 80 ألف شخص سيلبون دعوتها. ولا يختلف الأمر على موقع "تويتر" الذي شهد موجة عارمة من الرسائل التي تدعو المصريين إلى المشاركة في حركة الاحتجاجات والتي كانت كلمة مفتاحه "رسائل تحذير من احتمال تعرض المحتجين للعنف"وقد حملت الرسائل المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي خوفا مصريا من قيام رجال الأمن والشرطة بقمع المحتجين أو اندلاع أعمال عنف وشغب، وتضمنت بعض النصائح للمشاركين، منها على سبيل المثال لا الحصر "ارتدوا طبقات عديدة من الملابس، يفضل أن تكون من الصوف، لتجنب الصدمات الكهربائية". كما تقع على "فيس بوك" نصائح لكيفية مواجهة عصي قوات الأمن أو أسلوب التصرف في ظروف الاعتقال وداخل شاحنة الشرطة. لكن صفحات أخرى على موقع "فيس بوك" تذهب في منحى مختلف "الثورة المصرية البيضاء"و توجه عدداً من التحذيرات للذين يدعون إلى التظاهر، "إنني شابة مصرية لا تفهم ما الذي تريدونه من هذه الثورة"و تتهم بعض هذه الصفحات المعارضة باستغلال الحدث التونسي بمعزل عن اهتمامات الشارع. وعلى عكس تونس، يبدو المعطى الديني أكثر حضورا في الصفحات المصرية واللجوء إلى الآيات القرآنية أكثر استخداماً، حتى أننا نجد روابط لبيانات للحركة السلفية للإصلاح تؤيد المتظاهرين.