نجحت قناة نسمة في مواكبة أحداث الثورة التونسية بالتغطية المباشرة بالصورة و بالتناول التحليلي من خلال منابر حوار و نقاش و حوارات ذات أهمية لأشخاص لهم وزنهم في الساحة السياسية بتونس... تميز قناة نسمة كان نسبيا لكن أمام الصحراء الممتدة على خريطة المشهد الاعلامي الموجوع سابقا لاحت النسبية نجاحا و تألقا. إطلالة إلياس الغربي كمنشط للحوارات و مقدم للأخبار و قارئ للمراسلات إلى غيرها من المهام الأخرى استحسنها المشاهدون لأن ظهوره مريح و لا يحمل على كتفيه أوزار حقبة إعلامية بائسة لكن يجب عليه عدم استسهال المهمة و عدم الانبهار بنجاحات ظرفية! و تجنب الاستعمال غير المبرر للفرنسية فقد وجدناه مضحكا و هو يدعو سيدة مسنة خلال إحدى الاستضافات قائلا "يا مدام"!!! أليس من الأنسب و الألطف و الأقرب إلى الصورة و المشاهدين أن يدعوها "أمي فلانة أو أميمتي"!!! فالعجوز تدل ملامحها على أنها من عامة الشعب سيدة كادحة تعيل عائلة بها 4 فتيات مجازات و عاطلات و السيد إلياس الغربي "يتقصدر" و يناديها يا مدام!!! من سقطات إلياس الأخرى عدم تمكنه من اللغة العربية السهلة حيث ضبط في إحدى مداخلاته يتحدث عن البهتة، البهتة التي تدل على الحيرة و التعجب أو الاندهاش فإذا به يستعمل لفظ البهتان على اعتبار أنه مرادف للبهتة!... عديدة هي زلات لسان إلياس و كنا نود تبليغها له مباشرة إلا أن أدارة الاتصال بقناة نسمة مازالت لم تعدل عقارب ساعتها على توقيت ما بعد الثورة... فالحوارات مع المنشطين تحتاج إلى إذن مسبق! و تحتاج أيضا إلى ولاء أعمى لنهج القناة مهما اعوجت المسالك... البارحة فقط كان المشاهدون شهودا على مسلك معوج أمضى عليه إلياس الغربي في حواره مع السيد وزير العدل خلال مداخلة هاتفية مباشرة... السيد لزهر الشابي قبل فريقا من قناة نسمة دون موعد في مكتبه بالوزارة و خصه بكلمة ثم تدخل هاتفيا خلال البرنامج لتوضيح بعض المسائل و هو ما يدل على تجاوب صادق و روح إعلامية مرنة و مسؤولة غير أن هذه المزايا و الخصال أسيئ فهمها من طرف إلياس فإذا به يبدي نهما و طمعا لا يسران محاولا الاستفادة من كرم الكلام للوزير فإذا به يدعوه مباشرة أمام الملايين للنزول ضيفا عنده في البرنامج اليوم محاولا الانقضاض على الفرصة و إحراج الرجل... ! و رغم مراوغة الوزير المؤدبة ظل إلياس متشبثا بالدعوة إلى أن أضطر الوزير إلى لفت نظره إلى أنه سيعقد ندوة صحفية هذا الصباح لتقديم ما لديه من جديد... منذ أسابيع كانت القنوات و وسائل الإعلام ترسل طلبات مكتوبة إلى المكاتب الإعلامية التابعة للوزارات لطلب تصريح مكتوب أو لبرمجة موعد لا يأتي... ! و حين بدأت شعاعات النور تتسلل إلى غرف الإعلام يحتاج بعضهم لفرك عينيه للتصديق بصدق اللحظة و الوعي بأهمية و ضرورة الانتباه من الخروج عن النص.