يتوقع أصحاب الوكالات السياحية والمحترفون بالجزائر موسما سياحيا صعبا، بالنظر إلى ''استبعاد'' الوجهة التونسية من برنامج العطلة الصيفية للجزائريين، وعودة العمليات الإرهابية إلى عدد من المدن الساحلية الجزائرية. وحسب يومية "الخبر" الجزائرية يرى السيد بشير جريبي رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية الجزائرية بأن صيف هذا العام سيكون استثنائيا على كل المستويات. مؤكدا أن ''خارطة'' الرحلات تغيرت بشكل جذري وحرمت العائلات التي كانت تونس وجهتها رقم واحد من دون أي عناء ، بالنظر إلى الأسعار المغرية التي تقدمها. كما أوضح بشير جريبي بأن ''العائلات ذات الدخل المتوسط لن تجد نفسها هذا الصيف، لأن الميزانية التي كانت تخصص لقضاء أسبوعين في إحدى المدن التونسية مع ضمان السفر برا، لم تعد متاحة''. ويطرح الجانب الأمني سواء في الجزائر أو تونس، الكثير من التساؤلات حول الحلول والخيارات التي يمكن أن تتاح. ويقول رئيس النقابة ''لقد اضطرت الوكالات السياحية على غير العادة إلى تأخير الوجهة التونسية إلى ذيل قائمة الوجهات المروج لها''. ويضيف ''نحن نواجه معضلة حقيقية لأنه يستحيل على الجزائري الذي كان يسافر إلى تونس رفقة عائلته أن يأخذ وجهة أخرى نحو المغرب أو إسبانيا أو اليونان أو تركيا، بالنظر لارتفاع الميزانية والتكاليف''. ولا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يتمكن المصطاف الذي تعوّد على الوجهة التونسية، مثلا، أن يجد نفس الخدمة والاستقبال والراحة في الفنادق والمركبات السياحية الجزائرية. ويرى أن وزارة السياحة ستجد نفسها في مأزق لا تحسد عليه، خصوصا وأن مليوني سائح جزائري الذين كانوا يحسبون لسنوات على تونس، لن يتمكنوا من إعادة الكرّة وأشار مصدر مقرب من المنظمة العالمية للسياحة ل''الخبر''، أن المؤشرات تكشف عن تراجع في حركة السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد تأثرت تونس و مصر وسوريا من أوضاعها الداخلية على المستوى السياحي، وقدر الخبير الإقتصادي جورج ميشال، التراجع المتوقع هذه السنة في قطاع السياحة وتوافد السياح إلى البلدان الشرق أوسطية بأكثر من 50 بالمائة. مشيرا إلى أن تونس ستفقد مليوني سائح ليبي نظرا للوضعية التي تعيشها ليبيا، وستفقد أيضا جزء كبيرا من السياح الجزائريين المقدّرين، حسبه، ما بين 900 ألف إلى 1,1 مليون سائح سنويا. وتكمن أهمية الثلاثة ملايين هؤلاء في أنهم من حيث الإنفاق يعتبرون من أعلى المستويات بمتوسط يتراوح ما بين 2000 و4000 دينار تونسي بالنسبة لأسرة جزائرية بسيطة. وأشار الخبير الدولي إلى أن وجهات إقليمية بدأت تعوض سريعا الوجهة التونسية والمصرية والسورية، حيث عمدت العديد من وكالات الأسفار إلى تغيير وجهاتها واعتماد برامج من أوروبا إلى جزر الكناري والمغرب وتركيا وجزر موريس وجمهورية الدومينيكان. واعتبر السيد سامي الادريسي، مسؤول وكالة أسفار بالجزائر أن الموسم الصيفي الحالي سيكون صعبا، خاصة مع التراجع الكبير لطلب الوجهة التونسية خاصة بعد انتشار أخبار وشائعات بتسجيل عدد من الاعتداءات، فالأمر الايجابي في الوجهة التونسية بالنسبة للسياح الجزائريين كانت في توفر الأمن وعدم ارتفاع كلفة السفر وإمكانية التنقل برا.