في كل صيف، يعول قطاع السياحة التونسي على الزوار من الجزائر. واليوم يتساءل خبراء السفر ماذا سيحدث لو قرر الجزائريون المكوث في بلدهم؟ سامي عيب مدير وكالة أسفار جزائرية قال إن تونس "بلد يجمع بين الشرق والغرب". تعتمد تونس على الزوار الجزائريين خلال عطلة الصيف، لكن الأمور بدأت تأخذ منحى جديدا خلال موسم العطل هذه السنة. فالاستراتيجية السياحية الجزائريةالجديدة وتزامن رمضان مع العطلة الصيفية قد يحرم تونس من جني أرباح طائلة من جيرانها. وتعتبر الجزائر أكبر سوق للسياحة التونسية مسجلة مليون زائر إلى تونس في كل سنة. وبحسب وزارة التخطيط والسياحة الجزائرية فإن 49% من الجزائريين الذين يسافرون خارج البلاد كل سنة يزورون تونس. السيّاح الجزائريون اختاروا هذه السنة الاتّجاه الى شواطئهم الداخلية للاصطياف وتمضية العطل عوض التوجّه إلى تونس وذلك بعد الحملات الإعلانية الكبيرة التي تشجع على استهلاك المنتوج السياحي المحلي في الجزائر، إضافة إلى اقتراب موعد دخول شهر رمضان، مما دفع بالجزائريين إلى اختيار وجهات سياحيّة قريبة تضمن لهم تمضية شهر رمضان في بلدهم. كما عزت تقارير صحفيّة اختيار الجزائريين لتقضية العطلة هذه السنة على الشواطئ الجزائريّة إلى عودة الشعور بالأمن إلى الجزائريين بعد تقلّص معدل العنف الدّاخلي. جاذبية المنتجعات البحرية ساهمت في انتعاش السياحة الداخلية الجزائريّة، حيث تمتدّ سواحل الجزائر على مسافة 1200 كلم. لكن حسب ما قاله أحمد كلبوسي مندوب السياحة بطبرقة، فإن الإحصائيات الحكومية الأخيرة سجلت بولاية جندوبة في الشمال الغربي لتونس خلال النصف الأول من 2010 تطورا في عدد الليالي المقضات ب 16.78 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة. ويعتبر الجزائريون من أهم السياح لهذه المنطقة وخاصة جهة طبرقة الساحلية نظرا لكونها منطقة حدود مع الجزائر ومنطقة عبور لكل الولاياتالتونسية. وقال إن وزارة السياحة توفر "عون استقبال في كل نقطة يعمل 24 ساعة" لمساعدة السياح الجزائريين. وأضاف كلبوسي وزارة السياحة التونسية تعطي أهمية للسائح الجزائري بتنظيم معارض وأيام لتسويق وترويج المنتوج السياحي التونسيبالجزائر. وذلك بالتعاون مع الديوان الوطني للسياحة بالجزائر. كما توطدت العلاقة بين وكالات الأسفار بالجزائر والنزل التونسية، حسب قوله. وقال الكلبوسي إن السائح الجزائري يفرق عن السائح الأخر كالأوروبي خاصة. سامي عيب مدير عام وكالة أسفار في الجزائر التقته مغاربية وهي يقضي العطلة صحبة عائلته قال إنه يتوقع "تقلص السياح الجزائريين المتجهين إلى تونس". سامي يقيم في أحد النزل الفاخرة بطبرقة للتمتع بالعطلة نهاية الاسبوع. ويزور تونس بحكم الشغل كل شهر مرتين على الأقل لوحده ومع العائلة في وقت العطل. وقال "تونس تعتبر الوجهة الأولى للسائح الجزائري على طول السنة وخاصة الصيف". وأشار "حتى إن أهم موقع سفر عبر الانترنت بالجزائر لا يشمل إلا النزل التونسية". ويرجح سبب ذلك أن تونس بلد يجمع بين الشرق والغرب نظرا لتفتح تونس على كل الحضارات. إضافة إلى عامل القرب، ثم إن الجزائرين يتوجهون إلى المغرب بالسيارة عبر تونس. ثم إن كرم الشعب التونسي وحبه للجزائريين وتشجيع السياحة المغاربية ساهم في ارتفاع عدد السياح الجزائريين القاصدين إلى تونس. وقال سامي "الجزائري يعرف جيدا كل النزل في تونس وخاصة طبرقة لكثرة زيارته لها، مما يسهل عليهم عملهم لأن السائح يعرف جيدا ماذا يريد .ثم إن تطور السياحة الاستشفائية في تونس جعل من هذا البلد وجهة مفضلة للجزائريين". قرب طبرقة من الحدود الجزائرية يجعلها وجهة شعبية للسياح الجزائريين. وقالت إيناس زوجة سامي من قسنطينة إنها كل سنة تزور تونس على الأقل 5 مرات مع زوجها وابنها الصغير. وقالت لمغاربية إن عامل الأمن ميزة مهمة في تونس. وأضافت إيناس أنهم في عطلة آخر الاسبوع يحبذون مدينة طبرقة لقربها من الجزائر، أما في العطل المطولة يقضونها بمدن ساحلية أخرى كالحمامات وجزيرة جربة. وقال عبد الله المعروفي من الجزائر العاصمة إنه يزور تونس بانتظام إما بمفرده أو معية العائلة، وأنه يحبذ الإقامة بنزل إن كان بمفرده وفي شقة خاصة إذا كان مع العائلة. ويقول إنه زار معظم الولاياتالتونسية خاصة السياحية منها. وأوضح لنا أنه مازال كل مرة يكتشف شيء جديد من هذا البلد الصغير والجميل. وأضاف أنه منذ عامين أصبح يشتري كل حاجيات العائلة خاصة الملابس من تونس. الأمور بدأت تنتعش عبر كل المناطق التونسية. وفيما تنبأ المهنيون في قطاع السياحة أن الأعداد القياسية المسجلة في 2009 قد لا تتكرر هذه السنة، بدأ الزوار الجزائريون يتوافدون منذ أواسط يوليو على طبرقةوتونس والحمامات ونابل وجربة. كما أن أسعار إيجار الفيلات على الشاطئ تراجع الشهر الماضي. أما عائلة محمود اللوحي من الزوار الجزائريين الذين يحبذون اكتراء شقة. ورغم الأسعار التنافسية التي تقدمها الفنادق إلا أن الشقق توفر للأسر ما لا تجده في الفنادق بالمنتجعات الصيفية المزدحمة. وقال اللوحي إنه يستمتعون بخصوصية أكبر هناك وحرية أكبر خلال العطلة. أما ابنته سارة فهي تحب الإقامة في نزل فاخر والتمتع بالبحر، إلا أن والدها لا يتفق معها. بسبب كثرة السياح الأجانب على حد قوله. وأضافت سارة أنها تحب المجيء إلى تونس. "لأنها بلد جميل وآمن ويمكن أن تتصرف بتلقائية دون خوف". لكن تونس بدأت تواجه المنافسة من وجهات سياحية أخرى. ويشير وكلاء الأسفار إلى أن السياح الجزائريين الراغبين في قضاء العطلة في الخارج تستهويهم أكثر فأكثر الرحلات إلى مصر وسوريا وخاصة تركيا. وبالنسبة للجزائريين الذين آثروا البقاء في بلدهم هذا الصيف وزيارة شواطئ بلادهم في وهران أو سكيكدة أو تيزي وزو فإنهم قد يقابلون التونسيين هناك. وتشير وزارة السياحة الجزائرية إلى أن تونس هي البلد الأول من حيث عدد السياح الأجانب الوافدين على الجزائر النص والصور لهدى الطرابلسي من تونس لمغاربية