استضاف برنامج بالمكشوف على قناة حنبعل رئيس الإدارة الوطنية للتحكيم يونس السلمي ومحمود الغربي رئيس ودادية حكام رابطة تونس والوطن القبلي، وقد استرعى انتباهنا ما ذهب إليه محمود الغربي عند تطرقه للحديث عن رياض المسعي حكم مباراة النجم الساحلي والأولمبي الباجي بسوسة والتي انتهت بفوز الباجية في سوسة بالذات وهو ما جعل الثلاثي حسين جنيّح وشكري العميري وزياد الجزيري يتهجمون على الحكم المذكور ويسمعونه وابلا من الشتائم متحصنين بعدم وجود أسمائهم على ورقة المباراة، وقد كانت "التونسية" سباقة في الإشارة إلى الحادثة في الإبان- حتى لا نتهم بالركوب على الثورة والأحداث- واتصلنا وقتها باسكندر كمون رئيس لجنة القوانين بمكتب الرابطة الذي أفادنا بأنه لا يمكن معاقبة أشخاص غير مرسمين على ورقة المباراة وأن الرابطة اتعظت من حادثة عصام المرداسي ! غير أننا نود الإشارة إلى معطى في غاية الأهمية تعقيبا على ما صرح به كل من محمود الغربي ويونس السلمي اللذين أشارا إلى عودة أشخاص وقع شطبهم مدى الحياة وعادوا وكأن شيئا لم يكن إلى سلك التحكيم والأمثلة عديدة ومتعددة، فقرار الشطب عادة يقع اقتراحه من قبل المكتب الجامعي على وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية والتي تتولى التأشير أو المصادقة على الاقتراح وإلا فإن الاقتراح لا يكون نافذا ويمكن للمكتب الجامعي الموالي أن ينقض قرار سابقه...وحري بنا محاسبة من اضطلعوا بمهام صلب الوزارة ممن وفروا الحصانة للمرتشين والمتلاعبين علما وأن بعض المراقبين ممن تورطوا بالجرم المشهود لازالوا على ذمة الإدارة الوطنية للتحكيم ويقع الاعتماد عليهم محاضرين ومتفقدين ! وإذا ما كان سلك التحكيم يعاني "التهميش" و"الرعوانية" في معالجة قضاياه فإن جل مشاكله متأتية من ذويه والمنتمين إليه وهي حقيقة لا ريب فيها فكيفما كنتم يولى عليكم...فإذا ما كان الحكام متناحرين متشرذمين لا عجب إذن أن يحكمهم سليم شيبوب وعبد الحميد سلامة "بالشكام والعقال" وأن تكون التعيينات على المقاس وأن يتواجد "التحكيم الدياري" بصمت رهيب ومتواطئ من وزراء بن علي المتعاقبين على الوزارة. بالمحصلة إن فتح ملف التحكيم والفساد في الحقل الرياضي عامة ينطلق من داخل أروقة وزارة الشباب والرياضة وإلا فإن أي حلول أو إجراءات أخرى لن تجدي نفعا وهي لا تعدو أن تكون إلا مجرد ذر رماد على العيون لأن المتواطئين والشركاء في الجريمة لازالوا إلى يوم الناس هذا يمرحون أحرارا طلقاء شانهم شأن بعض الحكام القدامى والمتورطين إلى "العنكوش" بصكوك بنكية وفيهم من يقع الاعتماد عليه محللا في القنوات التلفزية !