قبل خمسة ايام غادر مركب صيد السواحل الليبية وهو يحمل على ظهره 700 من الركاب كان الاعتقاد السائد انهم ليبيون لكن اتضح انهم افارقة من بينهم تونسيان وجزائريان والبقية من دول افريقيا السمراء مع عدد كبير من العائلات والاطفال والنسوة... مركب الصيد هذا الذي كان يحمل عددا مرتفعا من الركاب كان علق بتربة في البحر ليلة الاثنين ولم يعد قادرا على المغادرة والتحرك باعتبار عدم ارتفاع مياه البحر في المنطقة العالق بها والتي توجد على مسافة 20 ميلا من سواحل القراطن بجزيرة قرقنة وعشية امس وصلت معلومات الى الوحدات البحرية التابعة لجيشنا الوطني ولقوات الحرس البحري من طرف بعض البحارة بوجود هذا المركب العالق وعلى جناح السرعة تم التحرك من اجل التدخل غير ان العدد المرتفع من الركاب على ظهر المركب ورداءة الاحوال الجوية حالت دون التمكن من انقاذهم في الحين وتم التنسيق بين جميع الوحدات البحرية للجيش والحرس مع بعض الصيادين من اجل العمل على اجلاء الركاب من المركب العالق ثم السعي الى جر المركب بجرار بحري وقبل ذلك وبمجهودات مشتركة بين مختلف الاطراف الحامية لحدودنا البحرية والمواطنين تم تسجيل مد تضامني لتوفير كميات من الحليب والخبز والمؤونة تم ايصالها البارحة ليلا الى العالقين على ظهر المركب البحري خصوصا مع نفاد المؤونة لديهم كما تم توجيه نداء الى البحارة وخصوصا منهم البحارة بمنطقة القراطن في قرقنة من اجل معاضدة مجهودات جيش البحر والحرس البحري في اجلاء المسافرين على ظهر المركب ومنذ فجر اليوم الاربعاء تحركت عديد الوحدات البحرية للجيش وللحرس البحري للتعامل المباشر مع المركب العالق رغم رداءة الاحوال الجوية وكل الامل في انقاذ جميع الركاب من الموت المحقق في ما يمكن اعتباره من اكبر حوادث الحرقان ايلاما في ظل العدد الاكبر على الاطلاق من الحارقين على مستوى مركب واحد كما تجري الجهود ايضا لاخراج المركب من البقعة التي علق بها بواسطة جرار بحري وقد تحادثنا مع المقدم الطاهر الاندلسي رئيس المنطقة البحرية بصفاقس والمتواجد على عين المكان في البحر للاشراف على انقاذ الركاب العالقين بالمركب فافادنا بان كل الجهود متضافرة من اجل التدخل الناجع مشيدا بجهود كل الاطراف المتدخلة رغم ارتفاع عدد المسافرين في ما يمكن اعتباره اضخم عمليات الحرقان عددا الى جانب رداءة الاحوال المناخية...