صرح رئيس أساقفة تونس "المطران مارون لحام" أن "أوروبا ستنجو طالما بقيت مخلصة لجذورها وأصولها المسيحية، وإحدى أقوى القيم المسيحية هي المشاركة والتضامن"، لذا "فلتنفتح على الأخ الذي هو في ضيق حتى لو كان مختلفا عنها" وفق تعبيره. وفي مقابلة أجرتها معه خدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الايطاليين أثناء تواجده في تورينو (شمال ايطاليا) لحضور اجتماع مجلس كنائس أوروبا الوسطى والشرقية حول موضوع الإسلام، تطرق رئيس أساقفة تونس إلى الحديث عن الوضع الاقتصادي في تونس واضطرار العديد من الشباب إلى مغادرة البلاد نحو أوروبا بحثا عن مستقبل أفضل، قائلا إن "الاقتصاد آخذ في الانهيار وقد سبقته في ذلك السياحة"، وتابع "ربما يصعب فهم ما تعني السياحة بالنسبة لتونس لكنها تحظى بسبعة ملايين سائح سنويا مع سكانها العشرة ملايين". وأضاف "المطران لحّام" قائلا: "فكروا في الناس الذين يعملون في الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية، إنه عالم كامل يدور ويعيش حول السياحة"، لذا "فالوضع مأساوي من وجهة النظر هذه"، وأردف "لا أحد يموت من الجوع بالطبع، لكن الموت جوعا هو واحد من بين الأشياء الأخرى"، مشيرا إلى أن "الأمل بعيش حياة كريمة هو حق للجميع" على حد تعبيره. وخلص الأسقف اللاتيني إلى القول "ليس من مسؤوليتي تحليل هذه المسألة من وجهة نظر قانونية أو سياسية"، لكن "يهمني كراع امتلاك وجهة نظر إنسانية إزاء هذه الحالة"، ورأى أن "هؤلاء الشباب الذين يغادرون تونس هم من عباد الله الذين يبحثون عن وظيفة"، وختم قائلا "إنهم ليسوا مجرمين أو رجال عصابات ولا إرهابيين أو أصوليين" على حد قوله...