سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في مؤسسة "التميمي " للدراسات: وزير التخطيط السابق "منصور معلى":يدعو لانتخاب المجلس التأسيسي على دورتين على ان لا تمر إلى الدور الثاني إلا الأحزاب المتحصلة في الدورة الأولى على نسبة أصوات تفوق 10 %...
نظمت اليوم مؤسسة التميمي للدراسات و البحوث لقاء مع وزير التخطيط السابق "منصور المعلى" حول تحديات الثورة و رهانات تبني ثقافة التنمية و الإصلاح الحكومي على المدى القريب. بين السيد "منصور معلى" أنه من الضروري اليوم إصلاح النظام الإداري الحكومي من خلال وضع أجندة المراقبات المالية المسؤولة و الشفافية الإدارية إلى جانب إرساء أسس للعمل الحكومي الناجع و تطوير الثقافة الديمقراطية. و أشار أن الأزمة في تونس ليست أزمة مالية و إنّما فشل الأنظمة السياسية و الاجتماعية داعيا وزير المالية الحالي إلى مراجعة مسألة العلاقات مع بلدان الخليج خاصة المتعلقة بالاستثمار البنكي و في تدخل أحد الحاضرين أبرز أن رؤساء البنوك أغلبهم فاسدين و بين أنه من غير المعقول أن يتداول شخصان فقط على البنك الفلاحي و أن النظام البنكي في تونس كان سببا رئيسيّا في الفساد المالي إذ أن رؤساء البنوك منحوا امتيازات خيالية للعائلة الحاكمة سابقا داعيا إلى مراجعة النظام البنكي و محاسبة من تورط مع "بن علي". و عبر السيد "منصور المعلى" عن عدم تفاؤله بالتعاون مع بلدان المغرب العربي معتبرا أن لكل بلد طريقة تفكير و إمكانيات و قد أثبت التاريخ فشل العلاقات المغاربية. كما اشار إلى دعم مساحات اقتصاد المعرفة و الذي وصلت نسبته إلى 26% من الناتج الوطني الخام داعيا إلى التركيز على هذا القطاع الذي يمكن أن يحقق فرص شغل للشباب التونسي. و في ما يخص التنمية الجهوية فقد دعا إلى الاهتمام بالقضايا الجوهرية و العمل على إصلاحها و هي تتعلق أساسا بتنمية الجهات و استقلالها و أخذ عديد المبادرات في هذا المجال و إصلاح النظام التربوي. و لم تكن النقاشات اقتصادية فحسب و إنما كانت سياسية إذ أكد السيد "منصور المعلى" أن النظام الرئاسي يعاني العديد من المساوئ مؤكدا أن النظام البرلماني لا يمكن أن ينجح في تونس نظرا لوجود أحزاب صغرى. و اقترح في هذا الإطار أن تكون انتخابات المجلس التأسيسي القادمة على دورتين فإذا حقق الحزب المترشح أكثر من 10% يمكنه المشاركة في الانتخابات و ذلك لضمان استقرار الحياة السياسية. و أشار السيد "عبد الجليل التميمي" مدير مؤسسة التميمي للبحوث و الدراسات أن البحث العلمي في تونس "هو رجل مريض" إذ أن وزارة المالية قلصت من ميزانية وزارة التعليم العالي و البحث العالي و بقي هذا المجال متدهورا مبينا أن طلبة تونس عند ما تتوفر لهم الفرص لاستكمال دراستهم في الخارج لا يعودون إلى تونس و يمثل الرجوع بالنسبة لهم انتحارا و قد أضاعت تونس آلاف الخبراء الذين تكبد الشعب التونسي ميزانية دراستهم بالخارج. و قد كان هذا اللقاء عفويا تلقائيا و ثريا أيضا تناول فيه السيد "منصور معلى" محطات هامة في تاريخ تونس دارت في الكواليس السياسية و الاقتصادية ووقع تسليط الضوء حول عدة شخصيات على غرار "بورقيبة" و "الهادي نويرة" و "محمد مزالي" و "أحمد بن صالح".