بتنظيم من جمعية مجيدة بوليلة للحداثة والرابطة التونسية للمواطنة انتظم يوم امس في نزل الزيتونة بصفاقس لقاء فكري مع الدكتور عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي موضوعه " الديمقراطية ضمان للحداثة " وفي مداخلته شدد عياض بن عاشور على ان الديمقراطية هي السبيل الوحيد للحداثة وان الحداثة هي ام الديمقراطية ومعتبرا ان الحداثة ولئن انطلقت قبل عدة قرون في ايطاليا بمفهوم فني جمالي فانها انسحبت لاحقا على العلوم الحديثة ولتعبر الى السياسة واعتبر الدكتور عياض بن عاشور ان الديمقراطية لعبة خطيرة ينبغي احترام قواعدها من مختلف الاطراف والا فانها تنزلق نحو الهاوية ونجاحها موقوف عند مسؤولية طرفي المعادلة في اللعبة الديمقراطية وهما الفائز والخاسر معتبرا ان الفائز الاساسي ومهما كان توجهه وانتماؤه فانه لا ينبغي ان يستغل فوزه الانتخابي بصفة مطلقة ليمارس الهيمنة والاقصاء بل انه من الواجب ان يحترم حقوق الانسان وحقوق الاقليات وحقوق المعارضة في حين ان الخاسر مطالب بان يمتثل لاوامر الفائز وان لا يسعى الى العرقلة الضيقة او ينكفئ على نفسه واعتبر عياض بن عاشور على انه في صورة لم يلتزم اللاعبون السياسيون بقواعد الديمقراطية فان الامر سينقلب الى كارثة لا يستفيد منها احد وعبر عن تفاؤله بوعي الشعب التونسي وذكائه وهو الذي رفع طيلة ايام الثورة التونسية شعارات ديمقراطية بعيدة عن الشعارات الحزبية والسياسية الضيقة وقال عياض بن عاشور انه يعنينا باعتبارنا جميعا تونسيين تونسيين جميعا انتخاب مجلس تاسيسي ليكون ولاول مرة في تاريخنا انتخابا مبنيا على الشفافية والانفتاح والديمقراطية والتعددية مطالبا كل الاطراف بالالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية وبشكل غير مباشر اوضح عياض بن عاشور ان موعد 16 اكتوبر لانتخاب المجلس التأسيس يعتبر الحد الادنى اللازم ووجه اللوم الى السياسيين الذين انتقدوا تاجيل الانتخابات لانهم في اعتباره تجاهلوا حقيقة العوائق التقنية التي حالت دون موعد 24 جويلية حيث ان العملية الانتخابية تحتاج الى تحضيرات واستعدادات كبيرة بعيدا عن رقابة وزارة الداخلية كما كان الامر في السابق والعملية الانتخابية تحتاج الى توفير 2000 مركز ترسيم و4 الاف عون بها و2000 جهاز اعلامية الى جانب توفير 8 الاف مكتب اقتراع وكل مكتب يحتاج الى 5 اعوان وبالتالي يحتاج الامر الى 40 الف عون لمكاتب الاقتراع وهؤلاء يحتاجون الى تكوين ورسكلة بمنظومة الاعلامية التي سيتم اعتمادها مضيفا كذلك ان هناك 3 ملايين تونسي غير مسجلين بالقوائم الانتخابية وهؤلاء رقم لا ينبغي تجاهله باعتبار انه في سنة 2009 كان عدد المرسمين 4 ملايين تونسي واما الان في 2011 فان عدد من هم فوق 18 سنة ويحق لهم الانتخاب هو 7 ملايين وتمحورت تدخلات الحضور من ممثلي الجمعيات والمنظمات والجامعيين والطلبة حول الحداثة والهوية ودور الحداثة في تحقيق الانتقال الديمقراطي فضلا عن تقييم مردود الحكومة الانتقالية وتجاوز الهيئة العليا لاختصاصها الاستشاري ومسالة تأجيل موعد انتخابات المجلس الوطني التاسيسي وفي ختام الندوة تم تنظيم حفل توقيع لكتاب الدكتور عياض بن عاشور الجديد وهو بعنوان " الضمير والتشريع : العقلية المدنية والحقوق الحديثة "