بين الوزير الأول في الحكومة الانتقالية، الباجي قائد السبسي، "أن مستقبل تونس سيكون في مستوى الآمال" مطمئنا رجال الأعمال بشان العملية الديمقراطية في تونس. وأوضح خلال ملتقى نظمته اليوم الخميس بتونس الغرفة التونسيةالأمريكية للتجارة أن ما تم تسجيله من توافق بين مختلف الحساسيات السياسية والمجتمع المدني خلال اجتماع يوم الأربعاء بقصر المؤتمرات بالعاصمة، حول موعد الانتخابات القادمة، يمثل إشارة واضحة على أن التفاهم والتضامن بين مختلف الأطراف يبقى السبيل الوحيد للنجاح. وابرز مسوؤولية مختلف الأطراف من أحزاب سياسية ومجتمع مدني ومواطنين في تعميق الوعي بصعوبة الوضع الاقتصادي بالبلاد الذي لم يعد يتحمل كل مظاهر الاعتصامات والإضرابات لما تسببه من تعثر وإعاقة للعملية الاستثمارية في البلاد. وفي تعقيبه على ما أبداه أعضاء الغرفة، من رجال أعمال ومستثمرين من تخوف كبير إزاء تواصل موجة الاضطرابات والاعتصامات التي تشل الحركة الاقتصادية وتؤثر على قدرة تونس في جلب الاستثمارات الخارجية وتأكيدهم على أن نجاح عملية الانتقال الديمقراطي بها تبقى الضامن الوحيد للنجاح في دفع الحركة الاقتصادية وتحقيق نسب ارفع من النمو واستيعاب اليد العاملة، أشار "الباجي قائد السبسي" إلى أن توفر تونس على رصيد بشري مثقف والمكانة التي تحتلها المرأة التونسية في المشهد السياسي وفي المجال الاقتصادي تعد من العوامل الداعمة لحظوظ تونس في النجاح في مسارها الديمقراطي. وبين أن تونس تقف أمام فرصة تاريخية لتثبت للعالم أن "العروبة والإسلام لا يتعارضان مع الديمقراطية" وهو ما عملت تونس على توضيحه خلال قمة مجموعة الثماني. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية التي سجلت تغييرا كبيرا في سياستها الخارجية في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات شعبية متتالية، أبدت استعدادها الكامل لدعم تونس ماليا وتمكين المنتوجات التونسية من النفاذ إلى الأسواق الأمريكية. ومن جهتها بينت رئيسة الغرفة "أمال البوشماوي الهمامي" أن الهدف يتمثل في "خلق مناخ يضمن تعزيز الاستثمار الأمريكي في تونس الذي يبقى متواضعا باعتبار أن 77 مؤسسة أمريكية فقط تنتصب حاليا في تونس وتشغل قرابة 14 ألف عامل. وأفادت بان الغرفة التونسيةالأمريكية للتجارة تعتمد في عملها على إستراتيجية ترتكز أساسا على الزيارات الميدانية من الجانبين بما يمكن من تركيز برامج استثمارية فعلية وتوجيه الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية خاصة في ميدان الخدمات التي يمكن تصديرها انطلاقا من تونس. وابرز سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في تونس "غوردون غراي" سعي بلاده إلى مساعدة تونس على بناء مسارها الديمقراطي موضحا أن عديد المستثمرين الأمريكيين سيزورونها قريبا للاطلاع على ما يتوفر بها من فرص وذلك ضمن وفد يقوده عضو مجلس الشيوخ الأمريكي "جون ماكاين". وقال "أن الولاياتالمتحدةالأمريكية متمسكة بموقفها تجاه القضية الليبية وان الوقت حان لكي يرحل القذافي" وأكد رجال الأعمال المشاركون في الملتقى على ضرورة التركيز على إرساء شراكة تضمن المنفعة المشتركة للجانبين داعين إلى إقامة مشاريع شراكة للرفع من القدرات التونسية في مجالات وضع العلامات والتسويق والترويج حتى تتمكن المنتوجات التونسية من النفاذ إلى السوق الأمريكية.