تملك تونس موروثا اثريا وثقافيا وتقليديا فريدا من نوعه يمكن أن يساهم في نمو القطاع السياحي الذي يعد قطاعا مشغلا وقادرا على خلق الثروات خاصة بالمناطق الداخلية. ويتطلع البرنامج الجهوي للنهوض بالصناعات التقليدية، الذي تم تقديمه يوم الجمعة بتونس في إطار ملتقى تونسي فرنسي حول "الصناعات التقليدية والثقافة والسياحة" إلى توظيف المهارات في مجال الصناعات التقليدية التي تعتبر مصدر دخل بالجهات الداخلية ولا سيما المحرومة. ويتمثل الهدف الأساسي للبرنامج في تنشيط الحركية الاقتصادية بالجهات وتطوير الاختصاصات الواعدة في قطاع الصناعات التقليدية لتساهم أكثر في التشغيل وتحسين الدخل والتصدير. كما يرمي المشروع إلى تطوير الإطار المؤسساتي الكفيل بالنهوض بالصناعات التقليدية على مستوى الجهات والمساهمة في التشغيل من خلال تثبيت مواطن الشغل الحالية وبعث مؤسسات جديدة تمكن من استيعاب خريجي التعليم العالي في المجال. وسيعمل البرنامج كذلك على مساندة الإدارات الجهوية التابعة للديوان الوطني للصناعات التقليدية من خلال تطوير مصادر الدعم وإعداد آليات جديدة للتمويل فضلا عن تكوين وتأهيل 2000 حرفي تونسي. وأبرز السيد "مهدي حواص" وزير التجارة والسياحة خلال مشاركته في أشغال هذا اللقاء ثراء الثقافة والتراث التونسي داعيا إلى مزيد تثمينهما. وبين أهمية تجديد المنتوج التقليدي وتطوير الابتكار مذكرا بالمكانة الاقتصادية للقطاع السياحي الذي يشغل حوالي 350 ألف شخصا وهو ما يعادل 10 بالمائة من اليد العاملة النشيطة ويساهم بحوالي 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام. كما شدد الوزير على ضرورة وضع أسس تعاون تونسي فرنسي يقوم على تبادل الأفكار والتجارب بين الطرفين. واعتبر السيد "فريديريك ليفبيفر" كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالتجارة والصناعات التقليدية والمؤسسات الصغرى والسياحة والخدمات والمهن الحرة والاستهلاك أن رهانات السياحة التونسية تتمثل في تطوير سياحة محلية تروج لوجه تونس الداخلي وتراثها الحي. وأكد من جهة أخرى استعداد فرنسا لمساندة المجهودات التي تبذلها تونس لضمان الارتقاء بنوعية خدماتها ووضع عرض سياحي تتقاطع فيه الأبعاد الثلاثة للسياحة وهي التراث الثقافي و التراث الطبيعي والتراث الحي. وقد تضمن برنامج الملتقى الذي نظمته وزارة التجارة والسياحة والذي يتنزل في إطار التعاون التونسي الفرنسي 3 محاضرات تبحث الأولى سبل وضع إستراتيجية للنهوض بالصناعات التقليدية وتهتم الثانية بالوسائل الكفيلة بتوظيف التراث التونسي وخبرة الحرفيين وتتطرق الأخيرة إلى موضوع السياحة والحدود:"مؤهلات كبيرة لتنمية تونس".