كلما يفتح التونسي التلفاز أو الراديو لا يشاهد سوى من يشتم و يفضح ممارسات الرئيس السابق و كأنه المسؤول الوحيد عما حصل ببلادنا. إن هذا التوجه الإعلامي يجانب الصواب و يقوم بمغالطة الرأي العام لأن المستفيدين من نظام "بن علي" كثر، و لكن لم تذكر أسماؤهم و لازالوا طلقاء، مستمتعين بأموال نهبوها و لم يسألوا عن مصدرها. و ليس هؤلاء اللصوص فقط ينبغي محاسبتهم و نفض الغبار عما مارسوه سابقا بل كذلك أولئك الذين تواطؤوا مع عصابة "بن علي" و سكتوا و غضوا الطرف طأطؤوا رؤوسهم قابلين خانعين لأوامر سيدهم الذي كان يتصرف في أملاك الوطن و المواطنين كأنها أملاكه الشخصية. حقيقة يجف القلم و تبح الحناجر و لا ينتهي حديثنا عن هؤلاء الأشخاص و ملوكهم الذين و دون سابق إنذار أصبحوا ثوريين جدا مباشرة بعد الإطاحة ب"بن علي" لأنهم لا يبحثون سوى عمن يخدم مصالحه، لذلك نراهم اليوم يتسابقون نحو الأحزاب التي أضحت بدورها ثورية أكثر من اللزوم و تناست سلبيتها زمن "بن علي" إلا البعض منهم الذين ضحوا بالغالي و النفيس و لم يحيدوا عن مبادئهم. في الختام نرجو من وسائل الإعلام أن ترحمنا من قصة "بن علي" و أن تنتبه إلى باقي المستفيدين من نظامه لكي تتم محاسبتهم حتى نتخلص نهائيا من رواسب الماضي لأن وجود هؤلاء الأشخاص أحرارا هو سلب للثورة و خطر على السلم الاجتماعي.