يحتفل الجيش الوطني يوم 24 جوان بالذكرى ال55 لانبعاثه، كان حاضرا في الأوقات الحاسمة والمصيرية التي مرت بها بلادنا ساهرا على حماية ثورة شباب تونس، ثورة الحرية، والكرامة والعدالة الاجتماعية . زارت "التونسية " معرضا بقاعة الأخبار بالعاصمة أين عرضت عديد الصور التقطت أثناء أداء أعوان الجيش الوطني لمهام مختلفة، تطمئن لها النفوس فتجد النواة الأولى للجيش الوطني : رمادة سنة 1958 ، ثم أحداث بنزرت سنة 1961 ومن بعدها واقعة قفصة سنة 1980 وأحداث الخبز سنة 1984 وأحداث عين طبرنق (سليمان) سنة 2006 ، صور تعرض بطولات الجيش الوطني الذي يتجند في كل فرصة لحماية الشعب ومؤسسات الدولة وقطاعي الإنتاج والخدمات حاضرا لنجدة وإغاثة ومساعدة المواطنين ولم تقتصر جهود الجيش الوطني داخل التراب التونسي وإنما ساهم في حفظ السلام في بلدان عديدة في العالم بالكونغو ، كمبوديا، رواندا والصومال . وأنت تتأمل الصور تدرك إدراكا جيدا ان الجيش الوطني هو رمز وحدة واستمرار الدولة ومناعتها وحماية الشعب والثورة والوطن والأمن العام . وكيفما كانت الأوضاع التي تمر بها البلاد فإن الجيش الوطني لا يتوانى عن دوره في تأمين الحدود البرية، حراسة السواحل ، مجابهة الهجرة غير الشرعية ، حماية المجال الجوي بالإضافة إلى المهام الأساسية للجيش الوطني كالتدريب والمهام التكميلية كالنجدة ومجابهة الكوارث . سألنا السيد "علي الأفحج" وهو محام يقول انه لم يكن يعي قيمة ودور الجيش الوطني في حماية المواطن والمؤسسة والدولة غير أنه وبعد الثورة المجيدة بات يعرف قدر ومجهود مؤسسة الجيش ومدى فاعليتها في تحقيق الأمن والأمان . على عكس الآنسة"أنس" التي رأت في مجهودات الجيش الوطني واجب لا أكثر وتضيف "يمكن التكلم عن جهود كبيرة وفعالة بعد الانتخابات" . "الجيش كان مهمشا في العهد السابق" هكذا استهل السيد "عادل سلطاني" تدخله ويقول أننا كنا نشاهد الجيش في مسائل تقليدية عامة مثل عيد الشجرة وعيد الشهداء أما الآن فقد صنعت مؤسسة الجيش تاريخ تونس المعاصر وبينت هويتها وتاريخها وكم هي جاهزة للأحداث الوطنية التاريخية الكبرى مثل ثورة 14 جانفي المجيدة . ويضيف تنقصنا معرفة للجيش ، معرفة إمكانياته، تجهيزاته وينقصه هو التأطير وإعادة الهيكلة على أسس وطرق علمية حديثة ، يعتبر أن تهميش مؤسسة الجيش كان مقصودا باعتبار أن الرئيس المخلوع كان له تكوينا عسكريا ويتعمد تهميش المؤسسة خوفا من انقلاب عسكري . بعد السيد عادل السلطاني تحدثنا إلى السيد "سيف الدين" الذي استهل حديثه بتحية إكبار للجيش الوطني ويقول أن الجيش دوره أساسي وعلى الدولة أن تسخر ميزانية أكبر لتمويل مؤسسة الجيش. يضيف أن الجيش هو حامي الدستور . ويقول البعض الآخر أن الثورة غيرت نظرتنا للجيش ذكورا وإناثا يستعجلون التجنيد لخدمة تونس وشعبها . كما يعاضد بعض التلاميذ والاولياء جهود الجيش في إنجاح سيرورة إمتحانات الباكالوريا . بعد الثورة المجيدة تغيرت نظرة التونسي للجيش الوطني فأصبحت العلاقة علاقة ثقة وتواصل حتى تتواصل الحياة والأمل في بناء تونس الغد .