يمكن الجزم بأن دورة هذا العام من مهرجان قرطاج الدولي ستكون دورة تاريخية إذ تتوفر فيه مواصفات يندر أن تتوفر في أي مهرجان آخر إقليميا ودوليا فبعد أن كان المثقفون والفنانون والصحافيون والجمهور يطالبون باستعادة المهرجان لبريقه العالمي اختارت وزارة الثقافة أن تحول أحد أعرق مهرجاناتنا إلى تظاهرة محلية بامتياز بمنطق"بأقل فلوس نمشيو أمورنا"... وهكذا ينتظم المهرجان دون إدارة واضحة باستثناء الإشراف من بعيد لسمير بلحاج يحي والكاتب العام التقليدي للمهرجان عبد الحميد المرعوي أما مهرجان الحمامات فمنسقه العام هو المسرحي سليم الصنهاجي الذي يبدو أنه يجني ثمار الثورة المجيدة على الرغم من عدم تخلفه عن أي تظاهرة حزبيّة في العهد السابق؟ أما مراد الصقلي الذي لا نظنه نسي انه من تلا بيان مساندة الموسيقيين لترشح بن علي في مقر الحملة بنهج روما في أكتوبر 2009 فتم اختياره لاختتام مهرجان الحمامات الدولي وهكذا تكافئ وزارة الثقافة المبدعين المناضلين في العهدين ... آخر المتحاربين على الكعكة هم زملاؤنا الصحافيون الذين يتنافس عدد منهم على وراثة كرسي نبيل الباسطي الذي كان الملحق الصحافي لمهرجان قرطاج ونبيل يستحق على الأقل ان نذكره بكلمة طيبة لرفعة أخلاقه على الأقل، وقد علمت التونسية أن الملحق الصحفي للوزير طارق البواب هو الذي سيكون الملحق الصحافي لمهرجاني الحمامات وقرطاج بالاستعانة بعدد من الصحافيين من الصحف التقليدية في الساحة ، وبالمناسبة نود ان نسأل وزير الثقافة هل صحيح أن الوزارة كانت تسند مكافآت شهرية لعدد من الصحافيين (عددهم إثنا عشر صحافيا) لضمان ولائهم للوزارة وتثمين إنجازاتها؟ نسأل دون أن ننتظر الإجابة لأنها لن تأتي ...ولنا عودة إلى هذا الملف...