ما صدر اليوم عن المكتب الجامعي لكرة القدم يعتبر مهزلة بأتم معنى الكلمة فالسادة الأفاضل خيروا بعد محادثات مضنية وجلسات شاقة إلغاء النزول في جميع الأقسام بتعلة الظروف الاستثنائية التي رافقت استئناف نشاط الكرة في تونس بعد اندلاع الثورة...قرار المكتب الجامعي اليوم يعني أن كل شيء قضي فعلا وانه حصّل ما في الصدور وان الترجي التونسي هو البطل دون انتظار بقية المشوار و ما ستسفر عنه الجولتان الأخيرتان. ورغم أن الترجي يستحق مكانته في صدارة الترتيب وبالتالي أحقيته بان يكون البطل إلا أن فلسفة الجامعة في التعامل مع هذا الملف أكدت من جديد قصورا كبيرا لدى أعضاء المكتب الجامعي في التعامل مع هذا الظرف الحرج وكان أولى بجامعتنا الموقرة إما إلغاء النشاط الرياضي بصفة كلية تفاديا لكل التأويلات أو على الأقل اتخاذ قرار إلغاء النزول مباشرة بعد التعرف على هوية البطل بما ان الصراع بين النجم والترجي لا يزال على أشده... جامعة الكرة حاولت على ما يبدو تجنب غضب بعض الجماهير التي دخلت في اعتصامات متكررة منذ تأكدها من مغادرة فرقها لهذا القسم أو ذاك لذلك رمت بهذه الورقة لامتصاص الغضب الجماهيري المتصاعد تفاديا لسحب الثقة من المكتب الجامعي الذي تأكد بما لا يدع مجالا للشك انه يعد أيامه الأخيرة... وكنا في "التونسية" كشفنا منذ ايام عن مشروع قرار يطبخ على نار هادئة داخل اروقة المكتب الجامعي ينص على الغاء النزول ومصادرنا كشفت حينها ان الهادي لحوار كان يقود حملة الضغط لتمرير هذا القرار في شكل يظهر المقترح وكأنه محاولة لإنصاف بعض الفرق التي تظلمت من نسمات الثورة لكنه في الحقيقة كان يهدف لإنقاذ فريقه السابق أمل حمام سوسة من شبح النزول لأنه منطقيا الفريق الوحيد الذي تأكدت مغادرته لقسم النخبة...رغبة ساندها العضو الجامعي وديع الجريء الذي لم يود كذلك أن يغادر فريقه المفضل اتحاد بن قردان الدرجة الثانية فكان هذا الثنائي وراء دعم القرار الذي رحبنا به في الحقيقة في بادئ الأمر على اعتبار أن ما شهدناه في بطولة هذا الموسم وخاصة في شقها الثاني لا يعني أن البقاء سيكون للأجدر...لكن ليس في هذا التوقيت ولا بهذه الطريقة يطل علينا أنور الحداد وفي جعبته هذا القرار التاريخي والاستثنائي...ألم يكن أولى به أن ينتظر إلى ما بعد مباريات الغد على الأقل عسى أن يكون قد حسم أمر اللقب وتنتفي حينها كل التخمينات..؟ ثم كيف سيكون الرهان في جولة الغد بعد أن زال كابوس النزول عن الجميع ..؟ وهل سيضمن رئيس الجامعة سير بقية المباريات وخاصة المحددة منها لمسار اللقب في كنف الروح الرياضية والشفافية..؟؟؟ ثم هل يحق لأنور الحداد التلاعب بالميثاق الرياضي ومخالفة قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم ؟ وهل نسي انه لا دخل لسلطة الإشراف في التأثير على عمل وقرارات الهياكل الرياضية؟ وهل سيضمن النجاة من عقوبات "الفيفا"؟ أم أن خلوته مع "بلاتار" في جنوب إفريقيا تفي بالغرض..؟؟؟ مثل هذه المواقف تكشف عن معدن الأشخاص وعن مدى أهليتهم لتحمل مثل هذه المناصب...قرار تاريخي كان يمكن أن يكون محل ترحاب من الجميع فقط لو احتفظ به الحداد في سريرته إلى حين ليس ببعيد لكن فاقد الشيء لا يعطيه فكل تبريرات العالم لا يمكن أن تسوّغ مثل هذه المهزلة فهل يملك الحداد جوابا عن سؤالي هذا: لماذا لم تنتظروا إلى يوم الأحد القادم أو على الأقل إلى ليلة الغد...؟؟؟؟