في حوار جريء جدا قام وزير الخارجية الليبي الأسبق، عبدالرحمن شلقم بتشريح نظام العقيد القذافي على أعمدة صحيفة " الحياة " اللندنية وقال إن التنسيق بين أجهزة الأمن الليبية والتونسية كان كاملاً إلى درجة دفعت العقيد معمر القذافي إلى إقرار راتب شهري للرئيس زين العابدين بن علي و اضاف :" لقد حدّد راتبا للرئيس بن علي لأنه أمّن له الحدود الغربية التي استخدمتها المعارضة الليبية ايام الرئيس الحبيب بورقيبة وحاولت مهاجمة باب العزيزية لإطاحة معمر. لقد حصل تنسيق امني مطلق بين البلدين. و ذات يوم أخفى مدير الامن في تونس محمد علي القنزوعي بعض المعلومات عن الامن الليبي فشكا الاخير. من الامر، فكان رد بن علي: "حاسما واتخذ بحقه إجراء فورياً. الامر نفسه كان بين ليبيا ومصر. فمعمر كان شديد الاهتمام بالجانب الامني، خصوصاً ما يتعلق بالتنظيمات الاسلامية التي كانت فزاعة للأنظمة الثلاثة. وبيّن شلقم أنّ القذافي قدم دعماً للرئيس حسني مبارك، واشترى له طائرة ودعمه بكل الطرق، ووصف المدير السابق للاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان بأنه كان "رجل ليبيا في مصر". من جهة ثانية كشف أن الاستخبارات المصرية نقلت وزير الخارجية الليبي السابق المعارض منصور الكيخيا سراً من القاهرة إلى ليبيا، حيث لقى مصيره هناك، بينما اشترى القذافي المقدم عمر المحيشي من المغرب ب200 مليون دولار وذبحه كالخروف، مورداً روايات حول ملابسات اختفاء الإمام موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، خلال زيارة إلى ليبيا".وتحدث عبدالرحمن شلقم عن الذعر الذي أصاب الزعيم الليبي في السنوات الأخيرة من هاجس احتمال مواجهة مصير مشابه لمصير صدام حسين، وقال إن القذافي كان يخاف من الأمريكيين وأن أجهزته قامت في السنوات الأخيرة بتزويد الاستخبارات الأمريكية معلومات عن تنظيم "القاعدة" والإسلاميين.من جهة ثانية قال شلقم إن مدير الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي اعترف بمحاولة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم كان ولياً للعهد، لكنه زعم أنها تمت من دون علم القذافي الذي كان يحقد على السعودية ويحلم بتقسيمها، القذافي قدم مساعدات لمعارضين في لندن وأطرافا في السلطة اليمنية وقوى جنوبية والحوثيين لدفع هؤلاء إلى العمل ضد السعودية، على الرغم من الموقف المتسامح الذي اتخذه الملك عبدالله بعد انكشاف محاولة اغتياله.من جهة ثانية كشف شلقم أن الاستخبارات الليبية هي التي قامت بتفجير طائرة "يوتا" المدنية فوق صحراء النيجر لاعتقادها خطأ أن المعارض الليبي محمد المقريف موجود على متنها، وأكد أن تفجير طائرة "بان أمريكان" فوق لوكربي عملية معقدة ومركبة، و"ليست صناعة ليبية خالصة". . و عن برنامج أسلحة الدمار الشامل الليبية ألمح شلقم إلى علاقته بالعالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان ، وكشفً أن الرئيس جورج بوش حمّل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تحذيراً من أنّ أمريكا ستدمر هذا البرنامج إذا لم تتخل ليبيا عنه.وأضاف شلقم أن القذافي يدير البلاد بالهاتف، ويكره المواعيد مع الضيوف ويعتبرها قيوداً، مبيناً أن خيبة القذافي من العرب دفعته إلى القول: "أنا رجل غير مسبوق وسأعلن نفسي ملكاً لملوك إفريقيا".