اقترحت مؤخرا حركة الشعب مشروع ميثاق ثقافي يهدف في خياراته الأساسية إلى ثورة ثقافية شاملة تستجيب لمبادئ الثورة وتنسجم مع أهدافها ولمعرفة ردود الفعل حول هذا الميثاق اتصلت التونسية بالسيد عمر الشاهد الناطق الرسمي للحركة ورئيس دائرة الإعلام والاتصال بها . وقد أفادنا مصدرنا ان حركة الشعب عمدت إلى اقتراح مشروع ميثاق ثقافي تقدمي في إطار إيمانها بأهمية المجال الثقافي بإعتباره عاملا أساسيا في نحت شخصية الفرد وبناء المجتمع وتطوره . وأضاف موضحا ان قطاع الثقافة والفاعلين فيه تعرضوا إلى حالة من التهميش الممنهج بإعتماد أدوات متنوعة طوال عقود وهو ما جعل الثقافة تحيد عن دروها الأساسي والفاعل في إنارة وتثقيف المجتمع وتوجيهه إلى خدمة أهداف السلطة ومصالحها وارتباطها . وذكر ان الميثاق يقوم على بنود عديدة هي عبارة عن مجموعة من الأهداف تضعها الحركة على ذمة كل من يروج لتأثيث هذا الميثاق بأفكاره واقتراحاته . وأفادنا في هذا السياق أن ردود الفعل الأولية حول الميثاق يمكن اختزالها في 3 وجهات نظر كبرى فهناك من رحب بالميثاق واعتبره ضروريا لأنه يسيج رسالة المثقفين في إطار مجلس اعلى للثقافة منتخب من طرفهم وهناك وجهة نظر ثانية تنخفظ على الميثاق وتعتبره تقييدا لحرية المثقف والمبدع أما وجهة النظر الثالثة فقد تفاعلت مع الميثاق وعبرت عن استعدادها لتطويره . وحول تفاعل الأحزاب السياسية مع الميثاق أفادنا السيد عمر الشاهد أن هنالك شبه إتفاق حول ضرورة تضمين الميثاق في نطاق أوسع ضمن "ميثاق علم للحياة السياسية والثقافية والاجتماعية" . مبادرة قابلة للتطوير وعلى صعيد آخر أكد محدثنا أن حركة الشعب كانت سباقة في اقتراح مشروع ميثاق ثقافي وهو دلالة واضحة على إهتمام الحركة بالمجال الثقافي في إطار مشروع ثورة ثقافية شاملة وبين أن الحركة ستعمد بعد هذا الاقتراح إلى التحاور مع ممثلي القطاعات الثقافية والجمعيات والهيئات الفاعلة من اجل توافق جماعي حول أمهات القضايا والأولويات الثقافية المستقبلية ويجدر التذكير ان مشروع الميثاق الثقافي لحركة الشعب يقوم على الأهداف التالية : - اعتبار أهداف الثورة المعلنة من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية مرجعية عليا للثقافة في تونس - الدفاع على حق المواطن في التمتع بالمنتوج الثقافي بتوفير الزمن والفضاء والإمكانات المادية - إنشاء مجلس للثقافة متكون من مجالس قطاعية مختصة في فروع الفنون ينتخب دوريا بشكل ديمقراطي حر من الفنانين أنفسهم . - إعتبار حرية التعبير والاختلاف حقا مضمونا في حدود التوافق الوطني - رفض كل أشكال العنف والإرهاب سواء كان لفظيا أو ماديا أو رمزيا . - إعتبار الهوية العربية الإسلامية من ثوابت المجتمع في تونس وليس متاحا لأي كان احتكارها او المساس بها لما في ذلك من تهديد للنسيج الاجتماعي . - اعتبار التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة للثورة وثوابت المجتمع لانه يكرس ثقافة الاستسلام والهزيمة . - صياغة وتطوير المنظومة القانونية والإدارية لشروط الاحتراف وضوابط الإنتاج والتوزيع والتمويل - شراكة مميزة بين القطاع العام والخاص - تفعيل قانون الواحد بالمائة لدعم الثقافة والدفع في إتجاه الرفع فيه . - تبني لامركزية الأنشطة الثقافية من خلال إحداث أقاليم كبرى للثقافة تهدف إلى إيجاد بنية ثقافية تساعد الفنانين على الممارسة الإبداعية الحرة والمنافسة الشريفة قصد نشر الوعي الفني والجمال بين جماهير شعبنا - تبني لامركزية الصناعة الثقافية وخلق أقطاب سياحية ثقافية مختصة . - تبني مبدأ التفرغ للإبداع والتمتع بالحوافز المناسبة وتفعيل منظومة حقوق الملكية الفكرية والإبداعية .
