غادر الملعب التونسي سباق الأميرة في الدور النصف النهائي أمام الترجي الرياضي ليتبخر حلم أنصاره في كسب لقب طال انتظاره (منذ 2003)، و ما زاد الطين بلة و عمق جراح الأحباء هو بلا شك ذلك الأداء الباهت غير المنتظر لرفاق المساكني. البقلاوة تودع الموسم ب"خفي حنين": لئن دخلت مغامرة الملعب التونسي في سباق الكأس طي النسيان فإنها كشفت لاسيما وقائع المباراة الأخيرة أمام الترجي، عن هنات عديدة في أداء رفاق "أوبان كواكو" تحت أنظار المدرب "باتريك لوفيغ" الذي بدا عاجزا عن تدارك الأمور و إصلاح ما يجب إصلاحه لتعيش البقلاوة على وقع كبوة جديدة جرعت أنصار النادي مرارة شديدة ساهمت في تأجيج غضبهم ما يدعو الى تضميد الجراح سريعا و العمل على إحداث تغييرات جذرية في هيكلة الفريق تقطع مع مكامن خلل الماضي القاتم و تؤسس لغد مشرق لهذه المدرسة الرياضية و التربوية العريقة. و لن يجد أحباء الملعب التونسي موعدا أفضل من الجلسة الانتخابية المرتقبة التي ستنعقد في النصف الثاني من شهر أوت القادم و التي سيفسح فيها المجال لأنصار النادي للتعبير عن آرائهم و تبليغ مقترحاتهم في ما يخص حاجيات البقلاوة المستقبلية. لوفيغ تجاوزته الأحداث... من شاهد مباراة الملعب التونسي الأخيرة أمام الترجي الرياضي التونسي لاحظ بما لا يدع مجالا للشك عقم الرسم التكتيكي الذي انتهجه لوفيغ خصوصا أنه تزامن مع مباراة كأس لا تقبل أحكامها منطق التعادل. وقائع "دربي" الكأس فضحت إستراتيجية لعب الملعب التونسي و إفلاس الفرنسي باتريك لوفيغ الذي أفرط في الاعتماد على تركيبة بشرية اكتفت بتحصين المناطق الدفاعية و افتقدت للفاعلية الهجومية المنشودة و غاب عن خطه الأمامي الحس التهديفي المطلوب و هو ما جعل الترجي يتسيد كامل أطوار اللقاء ترجمه الى فوز منطقي بثنائية نظيفة كادت أن تزيد لولا تسرع مهاجمي الأحمر و الأصفر أمام مرمى الجريدي. عزلة المهاجم محمد السليتي بدت بارزة للعيان في مباراة الأمس و نفس الكلام ينسحب على مسألة تباعد الخطوط الثلاثة للملعب التونسي زد على ذلك الاختيارات الفنية و البشرية العشوائية للوفيغ الذي أساء التقدير في تغييراته عندما تأخر فريقه في النتيجة و خصوصا لما استبدل رأس الحربة السليتي بمروان تاج و هو ما أفقد صفوف البقلاوة العمق الهجومي المطلوب. و لا يختلف اثنان حول أخطاء لوفيغ الفنية و سوء اختياراته البشرية و جميع هذه المعطيات طفت على سطح الأحداث في مباراة الكأس الأخيرة و بالتالي يجوز القول بأن الفني الفرنسي جانب الصواب في مهمته على رأس العارضة الفنية للأخضر و الأحمر و بات تغييره حتميا بحثا عن رجة نفسية أكثر من ضرورية. نقطة ضوء وحيدة... أمام هذا الكم الهائل من الأخطاء الفنية الفادحة التي لاحت في صفوف الملعب التونسي و التي مست تقريبا جميع خطوطه و حتى نعطي لقيصر ما لقيصر، تطل نقطة ضوء خافتة وحيدة من بين طيات الفريق و الأمر يتعلق أساسا بروح الشباب التي كرسها لوفيغ بدفعه بالثنائي الواعد "محمد بن عمار" و "حسام الدريدي" ضمن أكابر البقلاوة و الصبر عليهما حتى يشتدا عودهما في هذا الصنف و هو ما يحسب للفني الفرنسي خصوصا لما نعلم أنه كان مهندس صعود أسهم نادي أساك ميموزا الايفواري في بورصة كبار أندية القارة السمراء.