رافقت مسيرة الملعب التونسي طيلة الموسم الرياضي الفارط احتجاجات حادة من قبل أنصاره طالت المدرب الفرنسي باتريك لوفيغ بعد أن أضاعت البقلاوة تحت إشرافه بوصلة النجاح و تعاقدت مع الفشل لفترة طويلة. و مثل موعد نصف نهائي الكأس الذي جمع الفريق بالترجي الرياضي نقطة أمل جديدة للفني الفرنسي لكن جرت الرياح بما لا يشتهيه الملعب التونسي و لوفيغ في المقام الأول عندما تاه رفاق الجريدي أمام "شيخ الأندية" الذي لم يكن في أفضل حالاته آنذاك , وهو ما زاد في تأجيج غضب الشارع الرياضي بباردو على الانحدار الرهيب في أداء ونتائج البقلاوة في عهد المدرب " العجوز " لتضطر هيئة رؤوف قيقة الانتقالية إلى فك ارتباطها بالفرنسي تحت ضغط أنصار وبعض لاعبي الفريق يبقى أبرزهم المهاجم محمد السليتي. " التونسية " تحادثت مع راس حربة البقلاوة حول الأسباب الكامنة وراء إخفاق الفريق في نيل رضاء الأنصار في الموسم الرياضي الفارط وعديد المفاجآت الأخرى ستكتشفونها تباعا في هذا الحوار التالي : في البداية , هل لك من جديد يذكر على الساحة الكروية ؟ - أنا حاليا بصدد نيل قسط من الراحة طيلة شهر رمضان في مسقط راسي ورفقة عائلتي وعليه أجلت البت في بعض الاتصالات الأولية التي وصلتني مؤخرا من أندية تنشط في قسم النخبة وأخرى في الخليج. لكن على ما يبدو انت ماتزال مرتبطا بالملعب التونسي ؟ - نعم مازال عقد ارتباطي بالملعب التونسي ساري المفعول حتى جوان 2012 . هل ترغب , صراحة, في استكمال المشوار مع البقلاوة ؟ - فعلا لدي رغبة جادة في مواصلة المشوار مع الملعب التونسي لأنني وجدت كل ممهدات الاستقرار و النجاح الكروي مع هذا الفريق إضافة إلى ذلك فان البقلاوة تعد بمثابة فريقي الأم الذي ساهم بقسط وافر في النهوض بمواهبي و تقديمي إلى الشارع الرياضي مثلما كنت أتمناه. لكن الملعب التونسي في الوقت الراهن يعيش مخاضا عسيرا في شان تركيبته الإدارية والفنية التي تبدو صورتها المستقبلية ضبابية نوعا ما ؟ - اعتقد أن الملعب التونسي مثله مثل بقية الأندية في هذه الصائفة همه الأول هو الحسم في اسم الرئيس الجديد ثم بعد ذلك ستتيسر عديد الأشياء و ستنجلي هذه الضبابية التي اعتبرها ظرفية وبناء على ذلك ستتوجه الاهتمامات بالدرجة الأولى في مرحلة موالية إلى حسم المسائل الفنية المتعلقة بالإطار الفني و اللاعبين الذين سيدافعون عن ألوان الفريق مستقبلا. يبدو انك لست منشغلا بوضعيتك الشخصية خصوصا في هذا الظرف الانتقالي الذي تعيشه البقلاوة ؟ - لا أنكر أنني منشغل بهذا الظرف الانتقالي للفريق لكن ثقتي كبيرة في رجالات الملعب التونسي لتذليل كل الصعوبات التي ستعترض الفريق و نبذ الخلافات بينهم وهو ما يمهد للالتفاف أكثر حول حاضر و مستقبل البقلاوة و تغليب مصلحتها على مصالحهم الشخصية و أسماء كأحمد الصالحي و عادل الشامخ و رؤوف قيقة و محمد عشاب و أنيس بن ميم و غيرهم كثر لا تستحق التقديم فهي معروفة بمؤازرتها للفريق في السراء و الضراء و غيرتها اللامحدودة عن ألوان النادي. لنمر الآن إلى تجربة باتريك لوفيغ على راس الإطار الفني للفريق , فكيف تقيمها ؟ - الفرنسي باتريك لوفيغ مدرب ذائع الصيت و رفيع الإمكانيات و لا ينتظر السليتي حتى يقدمه إلى الشارع الرياضي التونسي لان اسم هذا المدرب و تجاربه الواسعة في عالم الساحرة المستديرة خصوصا في إفريقيا السمراء ( اساك ميموزا الايفواري) هي التي تحكم له بالكفاءة و الجدارة في مجال عمله لكنه لا يصلح بالمرة بالملعب التونسي و لا يتماشى مع إستراتيجية لعب فريقنا و طموحات أنصارنا. كيف ذلك ؟ لو تفسر لنا أكثر ما قلته ؟ - دون الإساءة إلى التاريخ الكبير لهذا المدرب فانه اثبت فشله بامتياز على راس الإطار الفني للملعب التونسي بإصراره على توخي أسلوب تكتيكي عقيم في صلب الفريق وهو ما قاد البقلاوة إلى نقد جارح و لاذع من قبل أهل الاختصاص و لا سيما أنصارها و بالتالي كان رحيله عن الفريق يطبخ على نار هادئة إلى أن حان موعد فراقه العلني بعد انسحابنا أمام الترجي الرياضي في نصف نهائي الكأس . لكن اليس للاعبين دور مهم في تراجع نتائج و أداء الفريق عامة ؟ - لا أشاطرك الرأي في هذا لان اللاعبين التزموا بتطبيق تعليمات لوفيغ حرفيا ,لكن ماهو غريب في المسالة هو إصرار هذا المدرب على توخي أسلوب تكتيكي يتنافى مع تقاليد لعب الملعب التونسي الذي ما انفك يقدم كرة قدم فرجوية من الطراز الرفيع لكن منذ مجيء لوفيغ إلى البقلاوة تغير وجه الفريق رأسا على عقب و طغت الفرديات على الروح الجماعية للمجموعة و ما زاد الطين بلة هو ضعف شخصيته أمام منافسينا في البطولة وذلك عبر انتهاجه لأساليب دفاعية بحتة في كل المباريات تقريبا و افتقاده لجرأة المدربين الكبار. كلمة الختام , ماذا تقول فيها ؟ - اشكر جميع رجالات الملعب التونسي على دعمهم للنادي دون حسابات و ادعوهم إلى مضاعفة الجهود مستقبلا حتى ينفرج حال الفريق في القريب العاجل و يعود إلى مستواه الفني المعهود و سنعمل نحن اللاعبين على تشريف الفريق والدفاع عن الوانه كما اؤكد لجماهيرنا عبر صحيفتكم بأنني اعتزم مواصلة المشوار مع الفريق حتى صائفة 2012 شريطة تحسن ظروف العمل فنيا و ماديا.