احتضن المسرح البلدي بالعاصمة البارحة آخر سهرة ضمن مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة و الأربعين و الذي يتواصل بباقي الفضاءات إلى تاريخ 6 أوت. ختام سهرات المسرح البلدي كان مع مسرحية "يحيى يعيش" لفاميليا للإنتاج و إخراج المسرحي "فاضل الجعايبي".الذي كتب ايضا نص المسرحية بالاشتراك مع الممثلة "جليلة بكار" . و تروي المرحية مأساة رجل سياسة كان يشغل منصب وزير ثم تمت إقالته دون أسباب واضحة ليتحول إلى كبش فداء بعد هروب كل من كان إلى جانبه من أجل ضمان "كرسي" في المؤسسة السياسية .وقام بتمثيلها ثلة من الوجوه التونسية البارزة على غرار جليلة بكار وفاطمة سعيدان ورياض حمدي ورمزي عزيز... وفوجئ الجمهور البارحة بدخول 11 ممثلا من الأبواب الخلفية لقاعة المسرح و التقدم نحو الركح في حركات بطيئة ونظرات متفرسة و ابتسامات هادئة وكأنهم يراقبون كل من كان حاضرا في المسرح ثم يعتلون خشبة المسرح و ينطلق العرض المسرحي ! العرض الذي عرف إقبالا كبيرا يحكي عن واقع عشناه طويلا عن السلطة و واقع أصحاب القرار فيها . ووضع اليد على مواضيع تمس من قريب المواطن في تونس مثل الحد من الحريات و الفقر و البطالة و الخوف من المستقبل و الدين . مسرحية "يحيى يعيش" التي ظهرت قبل سنوات قليلة من خلع الرئيس السابق عن كرسي الحكم و كان في ذلك أمل بتنحيه وعندما تحقق حلم السقوط لم يتم تغيير شيء في المسرحية ولا إعادة صياغتها وفق أحداث 14 جانفي. ما لفت الانتباه في هذا العرض هو تركيز شاشة خلفية ظهرت عليها ترجمة حوارات المسرحية إلى اللغة الفرنسية و هذا ما يفسر إقبال الجمهور الأجنبي .