أعرب عراقيون الأحد عن غضبهم واستيائهم جراء إطلاق تشارلز غرانر المسؤول الأول عن تعذيب سجناء عراقيين في سجن أبوغريب، مطالبين بعدم منح القوات الأميركية في البلاد أي حصانة في المستقبل. وكانت المتحدثة باسم الجيش الأميركي ريبيكا ستيد أعلنت السبت لوكالة الصحافة الفرنسية بواشنطن الإفراج المشروط عن غرانر (42 عاما) الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات قضى منها ست سنوات ونصف السنة للدوره في فضيحة ممارسة التعذيب في سجن أبو غريب العراقي عام 2004. وفي بغداد، تلقى العراقيون قرار الإفراج اليوم بغضب وانتقادات حادة، مؤكدين رفضهم منح حصانة قانونية لأي جندي أميركي قد يبقى بالبلاد إلى ما بعد موعد الانسحاب الكامل نهاية 2011 لتدريب قواتهم الأمنية. وقال وائل صفاء جاسم (23 عاما) أمام محله في بغداد "هذا قرار جائر ولا ينبغي الإفراج عن الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم" بسهولة. وأضاف أنه "من الخطأ منح الحصانة" للجنود الأميركيين الذين قد يبقون في العراق بعد نهاية العام الحالي. ولا يزال الجيش الأميركي ينشر حوالى 47 ألفا من جنوده بالعراق، علما بأنه يتوجب أن ينسحب هؤلاء بالكامل من البلاد نهاية العام الحالي وفقا لاتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن. لكن قادة الكتل السياسية العراقية فوضوا الحكومة ليل الثلاثاء الأربعاء بدء محادثات مع واشنطن لبحث مسألة تدريب القوات العراقية حتى ما بعد موعد الانسحاب. وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من دعوة رئيس هيئة الأركان الأميركية مايكل مولن في بغداد إلى الإسراع باتخاذ قرار من مسألة الانسحاب، معتبرا أن هذا القرار يجب أن يشمل موافقة برلمانية على منح الجنود الأميركيين حصانة ضد المحاكمات. ويتمتع الجنود بحصانة فقط في إطار اتفاقية أمنية موقعة بين واشنطن وبغداد. وقال الموظف الحكومي السابق أنور حمود (41 عاما) غاضبا "المجرم الذي أطلق سراحه يجب أن يحاكم في محكمة عراقية، وأن يعدم على جريمته التي اقترفها في أبو غريب". ورأى أن "منح الحصانة مجددا لهؤلاء الجنود يعني أن شيئا لم يتغير. سيرتكبون جرائم أخرى". وتابع "الحصانة في العراق يجب أن تلغى، كما وجودهم هنا. العراق يجب أن يتمتع بسيادة كاملة". وكان غرانر يقود مجموعة من ستة حراس اتهموا قبل سبع سنوات بارتكاب تجاوزات بحق معتقلين في سجن أبو غريب القريب من بغداد. وقد أثارت الصور التي تسببت باندلاع الفضيحة موجة من الاحتجاجات الدولية. وظهر بعض السجناء عراة أو في وضعيات مذلة في حين وقف الجنود الأميركيون إلى جانبهم متباهين بأنفسهم. وحكم على غرانر بأقسى عقوبة سجن. كما أدينت رفيقته في تلك الآونة ليندي إنغلاند التي أصبحت رمزا لفضيحة أبو غريب وحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات.