عقد اليوم المقدم "سمير الطرهوني" ، ندوة صحفية بالوزارة الأولى وسط حضور اعلامي وطني و أجنبي مكثف للحديث حول ملابسات أحداث مطار تونسقرطاج يوم 14 جانفي التي شهدت ايقاف 30 فردا من عائلة "الطرابلسية" . في بداية حديثه أكد المقدم "سمير الطرهوني" أن عقد هذا اللقاء مع ممثلي وسائل الاعلام حتمته التأويلات المشوهة للحقيقة مما استوجب التصحيح و رفع التكتم عن تفاصيل الأحداث ،هذا التكتم أملته طبيعة العمل الأمني و الحرص على ضمان سرية التحقيقات ... السيد المقدم شرح كيف بلغتهم تعليمات يوم 14 جانفي للاستعداد لإطلاق النار على المحتشدين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة غير أنه و من باب الوطنية و الخوف من حصول تصادم قاتل و دامي بين رجال الأمن و المواطنين أسدى تعليماته للاكتفاء باستعمال الغاز المسيل للدموع . و قد وردت عليه معلومات حين كان بثكنة بوشوشة تتعلق بوجود أعمال شغب بمطار تونسقرطاج مما جعله يتصل بمحافظة أمن المطار للتأكد من المعلومة غير أن زميله "حافظ العوني" فنّد الخبر ولفت انتباهه الى التواجد الموسع و المريب لكل أفراد عائلتي الطرابلسي و بن علي وقد قاده حدسه الأمني الى التفكير في الالتحاق بالمطار دون تلقي تعليمات في الشأن بل انه من حسن الصدف آن كانت زوجته تعمل في برج المراقبة بالمطار فاتصل بها و دعاها الى تعطيل السفرة التي ينوي الطرابلسية و جماعة بن علي مغادرة تونس على متنها و عند وصوله الى المطار توجه مباشرة الى القاعة الشرفية ،فلم يجد أحدا فتوجه الى توجد الحافلات داخل المطار فوجد حافلة على متنها أشخاص يستعدون للصعود فوقع تكبيلهم و تسليمهم الى الجيش الوطني بمساعدة محافظ المطار الذي كان له دور مهم في ايقاف كل من "منصف الطرابلسي" و أضاف أن "عماد الطرابلسي" اتصل بمحافظ المطار فتم التنسيق بينه وبين محافظ المطار ونصب له كمين تمّ على اثره القبض عليه. و حول مغادرة الرئيس المخلوع افاد المقدم سمير الطرهوني ان الطائرة التي استقلها بن علي كانت بعيدة عن موقع تواجده وبقية افراد الفرقة المصاحبة له بحوالي 3كلم.الشيء الذي حال دونهم والقاء القبض على بن علي ،مشيرا الى ان المدير العام لوحدات التدخل التحق به في المطار واستفسره عن مصدر التعليمات التي وردت عليه وطلب منه اطلاق سراح من القي عليهم القبض غير انه رفض وتمسك بضرورة تسليمهم الى الجيش الوطني . و اضاف مواصلا الرواية أن مدير الأمن الرئاسي سابقا "علي السرياطي" اتصل به قائلا "من أعطاك التعليمات... فأجاب "ربي"... و رغم الحاح "علي السرياطي" على ترك العائلة تهرب إلا أنه اصر على موقفه وقدمهم الى وحدات الجيش الوطني باعتبارها الضامن الوحيد لاتخاذ الاجراءات القانونية في شانهم خلال تلك الفترة. وذكر المقدم سمير الطرهوني أنه اتصل بالعديد من زملائه على غرار العقيد "زهير الوافي" رئيس فرقة التدخل السريع و العربي الأكحل رئيس الوحدة المتقدمة لطلائع الحرس الوطني وحثهم على الانضمام الى صوت الشعب ، فاستجابوا لندائه والتحقوا به وببقية عناصر الوحدة التي رافقته عند انطلاق العملية ليتعزز الحضور الامني بقرابة 170 عونا من وحدات التدخل السريع و بقية أعوان ادارة مكافحة الارهاب بعد ان اقتصر في البداية على 12 عونا. واكد المقدم الطرهوني ان عملية القاء القبض على "الطرابلسية" كانت بطريقة عفوية وبقرار فردي ودون أية تعليمات،مضيفا ان انتقال السلطة دستوريا بصفة مؤقتة إلى محمد الغنوشي الوزير الأول السابق حدث بعد تدخل العقيد "سامي سيك سالم " بإدارة امن رئيس الجمهورية حتى لا تسقط الدولة في فراغ سياسي وأمني. وقال المقدم سمير الطرهوني أن محمد الغنوشي وبعد تسلمه لمقاليد الدولة خاطبه عبر الهاتف قائلا "أنا الرئيس دستوريا،لكن من سيكون الرئيس ...أنت أم من ستختار؟...فأجابه أنه لا نية لديه للوصول الى الحكم و كل ما قام به كان من أجل الوطن . و اشارالطرهوني الى حادثة ايقافه لمدة يومين بمكتب المدير العام ،مبينا أن ذلك يعدّ اجراء منطقيا ووقائيا ،مضيفا أنه بعد أن استفحلت حالة العنف تم ارجاعه الى سالف نشاطه و كان له لقاء مع الجنرال "رشيد عمار" ووزير الداخلية السابق "أحمد فريعة" اللذان حثاه على مزيد العمل و المثابرة من أجل تونس.