"الهادي السعيدي" كاتب تونسي ولد في 10 ديسمبر من عام 1957 بالسمارة و هي من ارياف النفيضة ،متزوج و له ثلاثة أبناء ورغم كل الصعوبات التي تعرض لها في مسيرته ،التحق بجامعة "ليل" الفرنسية سنة 1981 و تحصل منها على الأستاذية سنة 1989 ثم الدكتوراه في تاريخ الحضارات و الثقافات سنة 1992 كما تحصل على الدكتوراه في تاريخ المجتمعات المغاربية الحديثة سنة 2003 ...وبعد هذه المسيرة المكللة بالنجاحات والمشوبة بالكثير من الصعوبات ،قررت الحكومة الفرنسية أن تقوم بتكريمه بمنحه اعلى وسام للجمهورية من قبل الرئيس "نيكولا ساركوزي" في 6 سبتمبر القادم . هذا الروائي الذي لطالما كان صوتا للدفاع عن المهاجر التونسي في فرنسا و عن القضية الفلسطينية و الذي استضافته عديد وسائل الاعلام في فرنسا يقوم بتاليف كتاب جديد سينشره في 2012 تطرق فيه الى عدة مواضيع على غرار الهجرة و الثورة التونسية من 14 جانفي الى 23 أكتوبر . و في هذا الاطار التقينا السيد" الهادي السعيدي" رئيس جمعية الجسر بفرنسا فحاورناه حول كيفية اختياره لتسلم أعلى وسام في الجمهورية من الرئيس الفرنسي رغم كل الصعوبات التي تعرض لها في المهجر ...حيث لاقى من الاضطهاد و المضايقة من بعض الأطراف ما يجعله يستقطب أهم القنوات و الصحف الفرنسية ... هذه المسيرة المكللة بالنجاحات تتطلب الوقوف عند أبرز المحطات التي اثثت مسيرتك ؟ انطلقت مسيرتي منذ سفري الى بلجكيا سنة 1981 للاقامة مع أخي لكن الظروف التي كنا نعيشها و صعوبة التأقلم مع هذه البيئة الجديدة ناهيك أن الدراسة في جامعة بلجيكا تتطلب مبلغا ماليا هاما مافرض عليّ وجوبا السفر للعيش في مدينة ليل الفرنسية و قد تزامن ذلك مع صعود حزب اليسار الى الحكم و التشجيعات التي كانت تقدمها حكومة "ميتران" للمهاجر التونسي حيث كان التعليم في جامعة ليل مجانيا و قد تحولت على عين المكان و من هناك انطلقت مسيرتي النضالية ضدّ العنصرية و مع القضية الفلسطينية وفي سنة 1984 وقع انتخابي في مجلس الادارة في كلية ليل 3 ثم أصبحت رئيسا للاتحاد العام لطلبة تونس سنة 1986 لكن في تلك الفترة واجهت عديد الصعوبات في بلاد المهجر و لم تتحسن وضعيتي الا عندما عثرت على عمل في بعض الادارات الفرنسية ... فيم تتمثل الصعوبات التي تعرضت اليها في فرنسا؟ بالفعل و بالتوازي مع ما ذكرناه سالفا فإن كتاباتي عن نضالات الشعوب وآلام المهاجرين لم تكن الا تصويرا لواقع محسوس عشته في فرنسا طيلة 30 سنة و اغتراب كبير يعيشه أي تونسي بعيدا عن عائلته في المهجر خاصة مع وجود نوع من العنصرية من قبل بعض كبار المسؤولين الفرنسيين و صعوبة التأقلم مع المحيط الجديد الذي يختلف الى أبعد الحدود عن الواقع الريفي التونسي علاوة على اللغة الجديدة التي لم أكن اتقنها في أول سنة في كلية ليل ،لكن كل هذا لم يثنني عن تحقيق بعض الأهداف التي لطالما كانت مجرد حلم بالنسبة لي منذ طفولتي و بالتوازي مع ذلك تم احداث اتحاد التونسيين بالشمال الذي سمّي جسر بفرنسا سنة 1993 حيث كنت مؤسسه و رئيسه الا ان هذا الاتحاد الذي يعنى بالمهاجرين التونسيين وقع اتهامه بالطائفية من قبل بعض المسؤولين ... وقد قمت بالاشراف على هذا الاتحاد حتى اصداري لأول كتاب يبرز العلاقات بين المستعمر و المستعمر سنة 2003 . لاحظنا أن هناك نوعا من التهميش من قبل حكومة "ساركوزي" للمهاجرين فكيف وقع اختيارك خاصة و ان أغلب كتاباتك تدافع عن المهاجر التونسي؟ لقد قدمت مؤخرا مجموعة من المحاضرات في جامعة كندا و في المدرسة العليا بجنيف في سويسرا حول أزمة الهوية التاريخية حتى طلب من المندوب الجهوي الفرنسي الذي يقع تعيينه من طرف مجلس الوزراء باقتراح من وزارة التربية القومية توسيمي ولكن المندوب الجهوي أكد وجوب تكريمي بأعلى وسام للجمهورية في 4 أفريل صدر قرار بالرائد الرسمي بأن الرئيس الفرنسي سيقوم بتكريمي بأعلى وسام للجمهورية في 9 سبتمبر 2011 أو من قبل رئيس بلدية فيناداسك السيد "جيرار كودرون" بالنيابة عن "ساركوزي" في حالة عدم حضوره و في هذا الاطار تم استدعاء ثلة من الطلبة و المهاجرين و أساتذة جامعيين و الصحافة ليكون هذا النجاح الشخصي نجاحا و شرفا لتونس . ماهي اصداراتك الجديدة التي ستقدمها الى القراء؟ سأقوم بعرض كتاب جديد في السوق بعنوان "صفحات منسية" فيه 3 أجزاء الجزء الاول يتناول المجندين التونسيين في الحرب العالمية الأولى والثانية والجزء الثاني العلاقات التونسية الفرنسية عبر التاريخ من القرن 16 الى يومنا هذا و الجزء الثالث الذي سيكون الأهم حول موضوع الهجرة و الثورة في تونس من 14 جانفي إلى 23 اكتوبر...