بلغت حصيلة الاعتقالات على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها بريطانيا الأسبوع الماضي، ما يزيد عن 1900 معتقل، فيما تواصل الشرطة البريطانية انتشارها المكثف بشوارع لندن لضمان عدم تجدد الفوضى خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال" كاميرون"، خلال جلسة البرلمان يوم الخميس" يزداد وضوحاً أن عدداً قليلاً من قوات الشرطة نشرت في الشوارع وأن التكتيكات التي استخدمت لم تكن مجدية." وتعهد رئيس الحكومة البريطانية بإجراء تحقيق مفصل حول مقتل احد الضحايا ، لكنه جدد التأكيد بأنه لا تبرير للعنف الذي اندلع على خلفية الحادث. ويناقش المشرعون البريطانيون تفويض الشرطة سلطات جديدة تتيح لها التعامل مع أي أعمال شغب في المستقبل، علما أن عناصر الشرطة البريطانية لا يسمح لهم بحمل سلاح سوى هراوات .وفي الغضون، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، "تريزا مي" رفض الترخيص لمسيرة ل"رابطة الدفاع الإنجليزية"، ذات التوجه اليميني المتشدد قائلة: "كان من الضرورة حظرها لضمان أمن المجتمع والممتلكات." وقالت "مي "إنه سيجري إرسال تعزيزات أمنية إلى بلدة "تلفورد"، 30 ميلاً غرب مدينة "بيرمنغهام" لمنع تواجد عناصر الحركة ومن المقرر أن تشهد "بيرمنغهام" غدا الأحد "مسيرة سلام" للترويج للوحدة، بعد أن شهدت المدينة حادثا "عنصريا" قتل خلاله ثلاثة من الشبان الآسيويين هم ضمن خمسة أشخاص قضوا نحبهم إبان فترة أعمال الشغب. وجاءت أعمال الشغب وسط تدابير تقشف وقطع بالموازنة ورفع مصاريف التعليم، انتهجتها الحكومة البريطانية منذ توليها السلطة، بيد أن حكومة كاميرون، أشارت مراراً إلى أن هناك عوامل إجرامية وليست دوافع سياسة وراء العنف. ومن جانبهم يقول محللون إن مزيجاً من التوتر الاجتماعي والاقتصادي والحرمان لعب دوراً رئيسياً وراء موجة أعمال السلب والنهب والعنف التي شارك فيها شباب من عرقيات مختلفة وقدر محللون في مركز أبحاث مبيعات التجزئة أن خسائر المحال التجارية خلال ليالي العنف الماضية بلغت أكثر من 228 مليون دولار، وذلك بسبب الدمار وعمليات النهب، مشيرين إلى أن حصيلة الخسائر قد تصل إلى 840 مليون دولار في حال تأثر قطاع السياحة خلال الأشهر المقبلة. من جهة أخرى قالت وسائل الإعلام الأميركية إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون طلب من القائد السابق لشرطة نيويورك بيل براتن مساعدته كمستشار لمحاولة وقف أعمال الشغب التي تهز عدة مدن بريطانية. وقالت شبكتا ان بي سي وايه بي سي نيوز على موقعيهما الالكترونيين ان براتن تلقى اتصالا هاتفيا من كاميرون أمس الجمعة ليطلب منه العمل مستشارا لدى الشرطة البريطانية وأكد براتن لشبكة ان بي سي انه يتوقع ان يتولى مهامه هذه قريبا لكنه لا ينوي الإقامة بشكل دائم في بريطانيا.