الحمامات ، مدينة الفل و الياسمين ، تعيش الآن حالة من الكآبة بسبب إنتشار الأوساخ في كل مكان على الطرقات الرئيسية و الأنهج و داخل الأحياء الشعبية ، و يبدو أن البلدية أصبحت عاجزة أن تعيد للمدينة نضارتها وقد تلقت النيابة الخصوصية برئاسة فيصل مرهبان عديد الانتقادات اللاذعة من طرف المواطنين عن الحالة المزرية التي أصبحت عليها الحمامات رغم الحركية التي تشهدها فالموسم السياحي يتجه نحو الإنقاذ من خلال تزايد عدد السياح الأجانب في الفترة الأخيرة خاصة من الأسواق الأوروبية الفرنسية و الإيطالية و الألمانية وهناك نزل الآن مكتظة بالكامل مثل السندباد و نادي سميرة ... و معاناة المدينة لم تقف عند الأوساخ بل زاد الإنتصاب الفوضوي في متاعبها ، فمن منارة الحمامات ( براكة الساحل ) جنوبا إلى شارع الهادي والي شمالا لا ترى إلا الباعة و التجار قد إستحوذوا على الأرصفة و إكتسحوا حتى المعبد ويبرز ذلك بوضوح بمنارة الحمامات . و يحصل كل هذا في غياب واضح وجلي للمراقبة بجميع أنواعها سواء كانت بلدية ونعني أعوان التراتيب الذين غابوا عن الأنظار منذ إندلاع الثورة ولا ندري أين هم وماذا يفعلون ؟ و كذلك أعوان الصحة و أعوان المراقبة الإقتصادية ... إن الوجه الذي عرفت به الحمامات كمدينة سياحية عالمية تتردد عليها شخصيات من مختلف المجالات السياسية والفنية و الرياضية و السينمائية و الإقتصادية ... قد تغير و أصبح شاحبا بسبب تلك التجاوزات الخطيرة التي أتينا على ذكرها.