نظمت جامعة صفاقس لحزب التحالف الوطني للنماء والسلم ملتقى جماهيريا ليلة اول امس السبت بالمسرح الصيفي سيدي منصور تحت شعار " تونس... مسؤولية " ودعت له عديد الشخصيات السياسية والحقوقية والاقتصادية والفنية والفكرية ومنها عبد الفتاح مورو وسهام بن سدرين ومنصور معلى كمال عمران وحمودة بن سلامة وعبد اللطيف خماخم وفي مداخلة لاسكندر الرقيق رئيس حزب التحالف الوطني للنماء والسلم ابرز اهداف الحزب وتوجهاته مؤكدا انه حزب توافقي وعقلاني وقال ان الحروف الاولى المكونة لاسم الحزب تشكل اسم تونس التي يعتبر بناؤها للجميع مسؤولية وتم عرض شريط فيديو يعرف بحزب التحالف الوطني للنماء والسلم واما عبد السلام القلال .فقد تحدث عن " صفاقس محرك تونس الاقتصادي والتنموي : بين تهميش الماضي واستحقاقات المستقبل " مبرزا ان صفاقس بمقدورها ان تكون قطبا اقتصاديا مشعا على الجهات الاخرى وبمقدورها ان تلعب دورا رياديا على الصعيد الوطني ايضا وقد سايره في هذا الامر الدكتور عبد اللطيف خماخم الذي قال ان صفاقس لعبت دورا رياديا في الماضي غير انه في ال 20 سنة الاخيرة تراجعت الجهة عن لعب دور ريادي معرجا على تهميش نظام المعرفة بها جراء العشوائية والارتجال وسياسة النظام السابق بالاعتماد على الكم وليس الكيف في المناهج الدراسية وهو ما يفترض المراجعة للنظام التعليمي في بلادنا وقد تحدثت الاستاذة سهام بن سدرين في مداخلتها عن " مسار الانتقال الديمقراطي ومفهوم المواطنة " فقالت ان النظام السابق لم يهمش مدينة صفاقس فحسب وانما همش البلاد والعباد وكل شيء وقالت ان " المعجزة " التي قام بها الشعب للاطاحة بالدكتاتور لا بد ان يتم استكمالها ببناء المؤسسات الديمقراطية وتحقيق اهداف الثورة وتفكيك المنظومة الاستبدادية وبناء اقتصاد متطور والمطالبة بالحق في العمل والكرامة والعدل وإصلاح المؤسسة والمنظومة الامنية واصلاح الاعلام الذي كان في من الدكتاتور قائما على الدعاية والتمجيد للون الواحد والنظام الواحد واشارت الى ان العدالة الانتقالية يجب أن تقوم على المساءلة والمحاسبة ثم طي الصفحة والمرور إلى الامام وقال الدكتور حمودة بن سلامة في مداخلته ان الوقت حان للحديث عن ما بعد انتخابات 23 اكتوبر القادم خصوصا وان الحديث يقتصر الان على الفترة الراهنة وضرورة انجاح المسار الديمقراطي وانتخابات المجلس التاسيسي الذي سيتولى صياغة دستور الجمهورية الثانية وقال بن سلامة ان الانتخابات لا تكفي وانما المهم اجراء استفتاء شعبي يتزامن مع موعد 23 اكتوبر يلزم المجلس التاسيسي بالقيام بالصلاحيات الموكولة له في اقرب الآجال وكانت محاضرة الشيخ عبد الفتاح مورو حول " تونس امانة ومسؤولية " وفيها اكد ان الشباب هم مستقبل تونس وان تونس امانة بين ايديهم وقال واوضح ان الشعب اذا اراد الحرية فانه لا ينبغي عليه ان يتنازل عن حقه في اختيار الحاكم الذي سيحكمه وحقه في وضع اطار دستوري ومؤسسات تسمح بمحاسبة الحاكم حتى لا تفتك الثورة من الشعب ولا يتم الالتفاف عليها وقال الدكتور كمال عمران في ذات السياق ان الفساد والسرقات استاصلت في حكام تونس منذ القرن 19 لكن ما وقع في العقدين الاخيرين من نهب وسرقات غير مسبوق وليس له مثيل وقال ان المطلوب في الحفاظ على هذه الثورة التي من شانها ان وضعت تونس في منزلة كبيرة بين الامم لتصبح تجربة تونسية ويتحقق ذلك بتحرير العقيدة والعقول وفي ختام ملتقى " تونس ... مسؤولية " تم تكريم بعض ابناء ابناء الجهة وهم منصور معلى وعبد اللطيف خماخم وعبد السلام القلال وعبد المجيد الحاج قاسم وزوجة المناضل الحبيب عاشور ومنيرة هماني عيفة التي قامت باكتشاف جينة جديدة متسببة في مرض يصيب العين مع تقديم شهائد تقديرية للشيخ عبد الفتاح مورو وسهام بن سدرين هذا وقد تخللت الملتقى الجماهيري فقرات فنية اثثها عماد الجلولي الذي قدم اغنيات " الشهيد " و" انا تونسي " و" الثورة التونسية " وفوزي بن قمرة الذي قدم مجموعة من الاناشيد والابتهالات الدينية مثل " الامل " و" غذاء الروح " التي روى من خلالها غيابه عن الساحة منذ 10 سنوات وسر الانتقال في لونه الفني و" طلع البدر علينا " و" الحمد لله والشكر لله ازكي صلاتي وسلامي على رسول الله " كما قدمت فرقة مسرحية من تالة عرض " اوبرا صوت الكرامة "