صدرت جريدة الأولى التونسية في عددها التاسع عشر في لون أسود مطلقة صيحة فزع ونداء استغاثة يوحي بفكرة توقفها عن الصدور فقد صدر هذا العدد في 15 ألف نسخة في حين أن سحبها العادي يصل إلى 30 ألف نسخة نسخة ...نداء الاستغاثة هذا يفسره عدم وجود هذا العدد في الاكشاك كالعادة ولكن مع خبر احتجابها ... وعلى خلفية عقد ندوة صحفية لتوضيح أسباب وملابسات إمكانية توقف الأولى في الصدور من عدمه التقت "التونسية" بالزميل نبيل جريدات مديرها وباعثها الذي قدم لنا خلفيات إطلاق نداء الاستغاثة * هل تعتبر أن نداء الاستغاثة الذي أطلقه "الأولى التونسية" موقف قوة أم ضعف ؟ - نداء الاستغاثة جاء في آخر لحظة أي قبل يومين من موعد صدور الجريدة هذا القرار لم يكن سهلا والاستغاثة لم تعني بالنسبة لنا الاعتراف بالضعف بقدر ما يشكل موقف قوة لأنه لا يعني في حد ذاته موقف ورأي "الأولى التونسية" فحسب وإنما هو موقف كل ا لجرائد الصادرة بعد 14 جانفي وعموما فإن هذا النداء أردناه مناسبة لطرح إشكاليات الإعلام المستقل بعد الثورة . وفرصة لتدارس مسائل جوهرية عديدة كالإشهار العمومي وصعوبات الطباعة والتوزيع من جهة ومساندة للمؤسسات الإعلامية المستقلة التي لم تقدر على المتوقع في المشهد الإعلامي الجديد القديم بكل ما يشهده من تجاوزات وممارسات ورثها عن العهد السابق . * أردتم من خلال نداء الاستغاثة كسر جدار الصمت فما هي أبرز الأفكار التي تريدون التصريح عنها ؟ - أولا لا بد من وجود وسائل إعلام مستقلة فبدونها لا يمكن إنجاح الاستحقاق الانتخابي ثانيا الإقرار بأن الجرائد المستقلة تواجه صعوبات كبيرة متأتية من السياسين ورجال الأعمال الذي يهمهم مساندة الأحزاب الكبرى والجرائد الكبرى دون غيرها وهي تقاليد موروثة من العهد السابق وساهمت في بناء إعلام يفتقد إلى ا لنزاهة والمصداقية والحرفية . ولهذا لا بد من اختراق لحاجز الصمت من أجل مجابهة هذه الممارسات والبحث في الحلول الممكنة للتصدي لقوى الردة في قطاع الإعلام التي تضرب استقلاليته بشدة . * ماهي الرسالة الرئيسية والأساسية التي تريدون تمريرها ومن هي الجهات المستهدفة للإعلان عن نداء الاستغاثة : - ندائنا موجه بالدرجة الأولى للمواطن حتى يفهم قانون اللعبة وثانيا للوزير الأول ليعدلها وكذلك للمؤسسات العمومية لتقوم بدورها وواجبها الوطني وللمدونين والناشطين في جل المجالات كلنا معا من أجل دعم حرية الإعلام أما الجهات الأخرى التي نريد من خلال هذا النداء التوجه إليها وهي شركات التوزيع ونقاط البيع والمطابع الكبرى حتى لا تساهم في خنق الإعلام الحر والنزيه . * متى سيصدر العدد القادم للأولى ؟ - العدد العشرون سيصدر في موعده وسيكون مميزا لأن التجاوبات مع نداء الاستغاثة جاء مع ساعة واحدة من الإعلان عنه فهنالك العديد من الأطراف التي تحرض على أن تعيش الأولى وغيرها من أجل أن يحافظ المشهد الإعلامي عن تنوعه وثراءه . * ماهو النداء الذي توجهه للتونسية الأولى في تونس الإلكترونية ؟ - هو أن تعمد إلى تخصيص صفحة للجرائد الورقية تقدم فيها مضامين أعدادها حتى تكون نافذة عليها وتمكن قراءها من التعرف على الجرائد المستقلة واكتشافها من خلال موقعها الهام في المشهد الإعلامي خاصة أن التونسية تعرضت لعديد المضايقات في بدايتها وهي مدركة لحجم الحيف الذي نعيشه اليوم خاصة أن المعروف على مدير هذا الموقع الإعلامي استعداده للتعاون من أجل دعم الصحافة المستقلة ومناهضة قوى الردة سواء كانت سياسية أو اقتصادية .