انتظم صباح اليوم الجمعة بقصر الحكومة بالقصبة بتونس اللقاء الدوري مع الاعلاميين في عدده الثامن والعشرين و خصص اساسا لتسليط الضوء على ما تمخضت عنه زيارة الدولة التي اداها الى بلادنا رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان والوفد الوزاري ورجال الاعمال المرافقين له، اضافة الى استعدادات وزارة الخارجية ومساهمتها في الاعداد لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي 2011 بالنسبة للتونسيين المقيمين في الخارج...كما تم خلال اللقاء التطرق الى الوضع الأمني العام بالبلاد والاحداث الاخيرة والجرائم التي تم تسجيلها في بعض الولايات والحملات الامنية الى جانب تقديم التدابير الامنية التي اتخذت لضمان نجاح العودة المدرسية ...وشهد اللقاء ايضا طرح اخر المستجدات التي تشهدها الساحة القضائية التونسية خصوصا وانها تتزامن مع افتتاح السنة القضائية الجديدة السيد نجيب الدنقزلي المدير بالادارة العامة لقسم اوروبا بوزارة الخارجية استهل اللقاء بمداخلة تمحورت حول نتائج الزيارة الرسمية للوزير الاول التركي الى تونس والتي نتج عنها ابرام اتفاقية صداقة وتعاون من شأنها ان تعزز العلاقات بين الشعبين وتمنح الفرصة لمزيد الارتقاء بمستوى التبادل على مختلف المستويات سياسيا واجتماعيا واقتصاديا...وقد اشار في هذا الاطار الى عديد اللقاءات التي عقدها الوزراء المرافقون للرئيس الحكومة التركية مع نظرائهم في تونس وشملت وزارات الدفاع والخارجية والتخطيط والتعاون الدولي والنقل وغيرها وقد وقع في اعقاب هذه اللقاءات امضاء مذكرات مشاركة وتعاون في عديدة الاختصاصات على غرار النقل البحري والجوي والصحة والتكوين والتربية والبنية التحتية والسياحة ...وابرز ان الجانبان التونسي والتركي قد اتفقا على ضرورة مزيد تفعيل التعاون الاقتصادي والنهوض به خلال الفترة القادمة باعتبار ان تركيا تمثل شريكا استراتيجيا في المتوسط شأنها في ذلك شأن تونس، اضف الى ذلك عمق العلاقات الاخوية التاريخية ...وصرح ان وفدا متكونا من عدد كبير من رجال الاعمال سيزور تونس بداية شهر اكتوبر القادم على ان ينظم هذا الوفد يوم 4 من نفس الشهر يوما اعلاميا تشرف على تنظيمه مؤسسة رجال الاعمال التركية " تراكسن" وسيتركز على بحث سبل تدعيم الاستمثار ورفع عدد المستثمرين الاتراك في تونس ...ويذكر ان عددهم الآن 24 شركة تعمل في تونس. ولعل ابرز المستثمرين في تونس هم المشغلون لاسمنت قرطاج التي يوجد بها قرابة 140 عاملا والشركة التركية المشغلة لمطار النفيضة " TAV " والتي اشار السيد نجيب الدنقزلي بخصوصها انها تعهدت بالايفاء بالتزامتها نحو مطار النفيضة ومطار المنستير...وصرح ايضا ان تونس وتركيا اتفقتا على دفع الاستثمار الثلاثي في افريقيا خصوصا وان تركيا توجه استثمارتها منذ سنة 2005 نحو افريقيا لما تمثله من فرص خلاقة وجديدة للاستثمار الاقتصادي مستشهدا بفتح تركيا خلال السنة المنقضية ل12 سفارة في افريقيا... وبخصوص الوضع السياسي التونسي وما شهدته البلاد منذ 14 جانفي قال ان الحكومة التركية تساند ارادة الشعب التونسي وتؤيد اختياراته وتوقه الى الديمقراطية والحرية وان الجانب التركي سيتقبل نتائج الانتخابات وانه سيتعامل مع جميع الاحزاب التي ستصعد على ضوء انتخابات المجلس التأسيسي بكل مسؤولية وعدالة...وفي رده على استفسار حول ان كانت تونس ستلجأ الى تركيا للتوسط لدى الاتحاد الاوروبي رد السيد نجيب الدنقزلي أن تونس ليست بحاجة لوسيط لدى الاتحاد الاوربي فبفضل سواعد وفكر ابنائها استطاعت تونس افتكاك مكانة الشريك الفاعل مع الاتحاد الاوربي وأمضت معه اتفاقيات تعاون ...وعلى الصعيد العالمي وخاصة الملف الفلسطيني اكد السيد نجيب الدنقزلي ان تونس وتركيا لهما نفس الرؤى نحو القضية وانهما ستعملان على دعم فلسطين للحصول على حقها بعضوية كاملة ودائمة في جمعية الاممالمتحدة ومنها اقامة الدولة الفلسطينية... وتقييما لمساهمة وزارة الشؤون الخارجية في الاعداد لانتخاب المجلس الوطني التأسيسي بالنسبة للتونسين بالخارج أفاد السيد هشام بيّوض كاتب عام بوزارة الخارجية ان الوزارة دعمت الهيئة العليا للانتخابات لوجستيا من خلال وضع اكثر من 39 اطارا وعونا من الوزارة تم افادهم الى مقرات البعثات الديبلوماسية بالخارج والهيئات الفرعية للانتخابات ووضعهم تحت تصرفها اضافة الى مد الهيئات بالحواسيب والهواتف وتذليل بعض الصعوبات وابرز ان عدد الذين قاموا بعملية التسجيل قارب عددهم 300 الف (تسجيلهم كان على 3 مراحل :يدوي ثم المركز الوطني للاعلامية ثم اليا) والحال ان عدد الذين من حقهم تأدية واجبهم الانتخابي يتجاوز 700 الف ناخب ومن المتوقع ان تسجل الانتخابات مشاركة مكثفة من قبل الجالية التونسية بالخارج من خلال الاجتماعات التحسيسية والحملات الدعائية التي تقوم بها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لفائدتهم... وحول الوضع الامني في تونس والاحداث التي سجلتها بعض المناطق الداخلية ابرز السيد هشام المؤدب المكلف بمهمة لدي وزير الداخلية انه بفضل الحملات الامنية المشتركة وحدات تابعة للحرس الوطني وفرق مكافحة الاجرام ومكافحة المخدرات وخاصة الحملات الاستثنائية والهادفة تم ايقاف 1246 مشتبها منهم 150 شخصا محل تفتيش في قضايا تعقلت بسرقات واعتداء على الاشخاص والممتلكات وبيع الخمر خلسة في الفترة المتراوحة بين شهري مارس وفيفري 2011 ... اما بالنسبة للاحداث التي شهدتها بعض المناطق كمعتمدية جرزونة من ولاية بنزرت بين ان سبب اندلاع اعمال الشغب نبعت من خلاف بين قريبين تطور بسرعة واستغلته فئات لاحداث الشغب لكن الامن سيطر على الوضع واعاد الامور الى نصابها دون ان ينفي ما رافق الاحداث من عملية حرق لمركز الامن بالمنطقة على الساعة الثالثة من فجر 15 سبتمبر 2011 من قبل بعض الشبان الذين ذكر وأنهم "ملتحون" وقد تسبب الحريق في اتلاف بعض الوثائق والتجهيزات لكن لم يتم فقدان او ضياع اية قطعة سلاح وان الاشخاص الذين قاموا بالجرم هم الآن محل تتبع من قبل الفرق الامنية ...واشار الى ان ما شهده المعلم الاثري "البازليك" الذي رغب اهالي الكاف الصلاة فيه فإن الوالي قد تحادث مع المتساكنين واقنعهم بأن يعدلوا عن الفكرة وان يتوجهوا الى السلط المختصة بطلب لفتح المعلم وتحويليه الى مسجد ويذكر انه كان سابقا جامع لكن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة اذن بتحويله الى معلم اثري وذلك حسب رواية اهالي المنطقة ...وفي ما يخص الاحداث التي شهدتها ولاية صفاقس من جرائم فقد تحولت فرق مختصة من تونس العاصمة وهي الان بصدد اجراء الابحاث في ملابسات الفضايا وقد تم مصادرة العديد من الاسلحة النارية للتثبت منها ومن رخصها...وشدد على ان تطبيق حالة الطوارى اسهمت كثيرا في منع الاعتصامات واعادة العمل في العديد من الشركات ...كما ذكر ان الوزارة وضعت خطة متكاملة المعالم لتدعيم استتباب الامن ومنها تأمين لمحطات نقل عمومية وفضاءات كبرى الى غير ذلك... ومن جهته افاد النقيب محمد على العروي الممثل لادارة العامة للامن العمومي انه تم تسجيل بعض النقائص خلال العودة المدرسية والتي تمثلت اساسا اما في اضراب لبعض الاساتذة احتجاجا على جدول الاوقات المدرسي او احتجاج بعض الاولياء على الاطار التدريسي ومطالبتهم له بالمغادرة واحتجاج لبعض المعطلين عن العمل من خلال دخولهم لقاعات التدريس واخراج التلاميذ او عدم جاهزية بعض المدارس والطريف ان احدى المدارس اجلت فيها العودة المدرسية لعدم جاهزية دورات المياه بعد...وفي ما يتعلق بمنع الانتصاب الفوضي فقد ركزت الوزارة مجهوداتها على منع هذه الظاهرة خاصة في المسالك السياحية وردع اصحاب المقاهي عن وضع الكراسي على المعبد الخاص بالمترجلين وهو ما يعيق سيرهم ومن بين هذه المسالك شارع الحبيب بورقيبة الذي منع فيه ايضا الوقوف والتوقف بالنسبة للسيارات ودخول الدراجات النارية التي يستخدمها بعض الشبان للنشل وهي ظاهرة تضرر منها المواطن التونسي وحتى السائح... وتزامنا مع افتتاح السنة القضائية قدم السيد الكاظم زين العابدين ممثل وزارة العدل جملة من المستجدات على الساحة القضائية ومنها اخر المباحثات مع عمادة عدول التنفيذ الذين يرغبون في وضع قانون خاص بالمهنة وقد استجابت الوزارة وكونت لجنة لدراسة الملف الا ان عدول التنفيذ انسحبوا وعلقوا المفاوضات مع الوزارة وهو ما استغربت منه الوزارة كما قال ان دائرة الاتهام نظرت في قضية قتل شهداء الثورة وقد وجهت تهمة القتل العمد الى 43 شخصا من بينهم الرئيس المخلوع ووزيرين للداخلية واطارات امنية ...كما احال قاضي التحقيق على دائرة الاتهام قضية تعلقت بالمنصف الماطري والد محمد فهد صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع وتهم شراء ارض من شركة الاستثمار بالبحيرة وتحويل صبغتها من منتزه الى ارض صالحة للبناء...واضاف ان النيابة العمومية قد كاتبت دائرة المحاسبات ووزارة املاك الدولة لمدها بملفات سجل فيها تجاوزات قصد التحقيق فيها وتقديم كل من يثبت تورطه الى العدالة...وبين ان وزارة العدل خصصت 27 محكمة ابتدائية للنظر في الطعون التي تقدمت بها 130 قائمة مترشحة لانتخابات المجلس التأسيسي ...وبخصوص المعتقلين الخمسة في غونتناموا صرح كاظم زين العابدين ان تونس ستسعى مع منظمات دولية الى اعادة هؤلاء الى تونس...