تشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، مما أسفر حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، حيث تلقي السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها ب"الجماعات المسلحة"، فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين. وخرج آلاف المتظاهرين في عدة مدن وبلدات سورية صباح اليوم في ما أطلقوا عليه "أحد إسقاط التعليم البعثي"، للمطالبة بإسقاط النظام البعثي الحاكم في سوريا تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد والذي كان حصيلته تسعة أشخاص قتُلوا في أكثر من مدينة سورية. هذا و نشرت الصفحة الرسمية للمحامى العام لمدينة حماه المنشق عن النظام السوري "عدنان البكور"، اليوم وثيقة قال إنها تحتوي على أوامر من الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الدفاع الأسبق العماد علي محمد حبيب، للفرقة الرابعة التي تقع تحت قيادة ماهر الأسد بإعدام المعتقلين لديها. وقالت صفحة البكور، إن الوثيقة المسربة بتاريخ 25- 4- 2011، أي بعد أربعين يوماً من اندلاع الثورة السورية ضد نظام حكم الأسد، كما أنها تتضمن استنفاراً عاماً للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، ما عدا لواء وفوج تابع للفرقة كونهما في حالة الجاهزية من الأساس. من ناحية أخرى وصل وفد برلماني روسي إلى دمشق، يترأسه نائب رئيس المجلس "إيلياس أوماخانوف"، للقاء الرئيس بشار الأسد، وزيارة بعض المناطق التي تشهد أحداث عنف. وقال أوماخانوف، في تصريحات صحفية: "إن روسيا لا تقف غير مكترثة إزاء ما يحصل للشعب السوري، وإنه لا بد من إيجاد الطرق التي تحول دون تطور الأمور نحو الأسوأ، مجدداً رفض بلاده، أي تدخل خارجي في المشاكل الداخلية لسوريا. كما بدأت اليوم الاجتماعات التحضيرية للدورة الثانية للبرلمان العربي لسنة 2011، وكانت القضية السورية على رأس أولويات لجنة الشؤون السياسية. وقال مصدر دبلوماسي في البرلمان العربي، إن هناك مطالبات من الأعضاء البرلمانيين لبعض الدول بتجميد عضوية سوريا في البرلمان العربي، فضلاً عن وجود مقترح آخر بنقل مقر البرلمان تحت الإنشاء من دمشق إلى القاهرة. وعلى جانب آخر، توقفت الاتصالات بين دمشق والأمانة العامة للجامعة العربية تماما خلال اليومين الماضيين بعد مذكرة الاحتجاج الرسمية التي قدمتها مندوبة سوريا للجامعة العربية، اعتراضا على لقاء الأمين العام نبيل العربي وفدا من المعارضة السورية للمرة الثانية داخل مقر الجامعة العربية، فضلاً عن تصريحاته حول ضرورة وقف العنف في سوريا وتسريبه لبعض الاتفاقات التي جرت بينه وبين الرئيس بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة لسوريا، وهو ما اعتبرته دمشق تخلياً من العربي عن النتائج التي توصل إليها. وفي الوقت الذي التزمت الجامعة العربية الصمت تجاه ما حدث ولم تصدر أي رد على المذكرة التي وصفها الجانب السوري ب"شديدة اللهجة"، توقع مصدر عربي مطلع أن ينتهز وزراء الخارجية العرب والأمين العام فرصة تواجدهم في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب على هامشها لبحث آخر التطورات في الأزمة السورية نهاية الأسبوع الجاري. وقال المصدر، إن ميعاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غد في نيويورك وقفت حائلا دون إتمام اجتماع عربي لبحث تطورات الأوضاع السورية، خاصة بعد فشل اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في التوصل لاتفاق على إتمام إرسال اللجنة رفيعة المستوى من الأمانة العامة برئاسة أحمد بن حلي نائب الأمين العام لسوريا. وأشار المصدر إلى أن اللجنة كان من المفترض أن تبدأ عملها في سوريا الأربعاء المقبل، وأن تختار هي المدن التي ستزورها دون قيود من قبل النظام السوري عليها.