اتصلت "التونسية" بالرد التالي من شركة اتصالات تونس : "تحية طيبة و بعد، "تبعا للمقال الصادر بصحيفتكم الالكترونية "التونسية" بتاريخ 19 سبتمبر 2011 تحت عنوان "حرب خفية في التيليكوم بين النقابة وأسماء مستعارة واتهامات متبادلة" وحرصا على إنارة الرأي العام، نوافيكم في ما يلي بنصّ إجابة اتصالات تونس قصد التفضّل بنشرها طبقا لمقتضيات حقّ الرد. "مع إيماننا بحريّة الإعلام ودوره الأساسيّ في كشف الحقائق نشير إلى أنّ من أبسط قواعد العمل الصحفي المهني التدقيق والتثبت من أكثر من مصدر واحد قبل نشر أيّة معلومة وذلك احتراما لأخلاقيّات المهنة الصحفية ولضوابطها القانونيّة، ذلك أن الخبر الصحفي هو في جوهره نقل موضوعيّ، دقيق ومحايد، للأخبار. "ولكن المقال المشار إليه أعلاه والمنشور بصحيفتكم الالكترونية الموقرة حاد عن هذه القواعد البديهيّة واتّسم بما يلي : 1- "الاعتماد على مصدر واحد وعدم التدقيق في فحوى الخبر. فجاءت المعطيات الواردة بالمقال بلون واحد ومن زاوية واحدة. وكان من اليسير جدّا تلافي ذلك لو أنّ المحرّر بادر بالاتصال بالمصالح المختصّة باتصالات تونس لإفادته برأيها في الغرض. ونفيدكم في هذا المجال أن الاتّهامات الموجّهة لإدارة شبكة التواصل الداخلي باتصالات تونس لا صحّة لها. 2- "نشر تصريحات تتضمن اتهامات مجّانيّة وإساءات مباشرة لأطراف مسؤولة وأجهزة إدارية محدّدة باتصالات تونس وذلك دون الارتكاز على أيّ سند قانوني بما يعرّض الناشر لإمكانية المساءلة القانونيّة. ونؤكد لكم في هذا الباب أن غايتنا بعيدة كلّ البعد عن هذا الاحتمال وهي لا تهدف إلاّ لدعم علاقات التواصل المهني والبنّاء معكم ومع قرائكم الكرام. 3- "المبالغة في استعمال صيغ الإثارة (حرب خفية، حملة شرسة،أعداء، نقاط العار، هدّامة..الخ) وهو ما يجانب تماما حقيقة الأوضاع السائدة داخل اتصالات تونس التي نجحت في تجاوز أزمة اجتماعيّة خانقة بفضل مراهنتها على الحوار النزيه والمسؤول والتفاوض الحضاري البنّاء لتعزيز مقوّمات الوفاق الاجتماعي داخلها. "وختاما تذكّر اتصالات تونس أنّها كانت سبّاقة إلى التفاعل الايجابيّ مع الأدوار الجليلة التي يضطلع بها إعلام تونس ما بعد ثورة الحريّة والكرامة. وقد بادرت من هذا المنطلق بتعزيز قنوات الحوار والتواصل مع مختلف وسائل الإعلام الوطنيّة التي نشكرها بهذه المناسبة على ما تبديه من اهتمام دائم بأخبار المؤسسة وإسهام فاعل في مناقشة القضايا التي تهمّها بكلّ استقلاليّة وحياد ومهنيّة، وهو ما نرجوه ونأمله من سائر وسائل الإعلام وقنواته المتعدّدة. "مع فائق الاحترام والتقدير". تعقيب المحرر : جاء رد الإدارة العامة لإتصالات تونس مبطنا بالتهديدات وصلت إلى حد التحذير من مغبة العودة إلى كشف عن الحقائق وهو أمر فاجأنا حقيقة من مؤسسة عريقة نصف وطنية بإعتبار أن عمليات التخصيص المتواصلة جعلها بين أيادي خاصة رغم ان نضالات عمال التيليكوم طيلة سنوات وفي زمن بن علي حالت دون ذلك. إن ما نشرناه كان واضحا وصادرا عن الجامعة العامة للبريد والإتصالات وليس من وحي خيالنا وكنا قد أشرنا إلى ذلك في مقالنا الذي كان بعيدا عن التجني بل كان نقلا لوضع موجود وليس من خيالنا بل جاء في بلاغ نقابي وكم كان بودنا لو أن إتصالات تونس أوضحت ما يجري حقيقة بين الرئيس المدير المساعد لإتصالات تونس والجامعة العامة للبريد والإتصالات خصوصا وأن الخلاف ليس على خبزة قاطو بل على مصالح العمال التي شهدت إشكاليات عديدة قد نعود إليها في مقال مطول حول الوضع الإجتماعي في إتصالات تونس. ونشير أننا كنا في مقالات عديدة نوهنا بمسار التفاوض الجدي بين الإدارة والنقابات وكنا ننقل حقيقة ولكن اليوم وأمام وجود بوادر لإشكاليات إجتماعية كان من الضروري كشفها بل قد نكشف أشياء أعمق من هذا.