لم يسبق أن توقفت حركة المرور بالطريق السيارة تونس-صفاقس مرورا بالحمامات ومساكن إلا في ثلاث مناسبات بسبب أمطار استثنائية شهدتها جهات من البلاد سنة 1995 وسنة 2006 تم منذ حوالي ثلاثة أسابيع إثر الفيضانات التي جدّت في ولاية زغوان وما نتج عنها من ارتفاع في منسوب عدد من الأودية التي غمرت مياهها وسيولها الجارفة الطريق الوطنية رقم1 والطريق السيارة في مستوى النقطة الكيلومترية 59 وتحديدا منطقة سيدي مطير التابعة لمعتمدية بوفيشة. ولو سلمنا بجميع هذه الأسباب التي أدّت إلى انقطاع حركة المرور بالطريق السيارة لمدة ساعة من الزمن تقريبا، فإنه يبقى من غير المقبول على عكس ما يحدث في جميع أنحاء العالم بشبكة الطرقات السيارة –أن تعطل حركة المرور على هذا المحور الطرقي الهام الذي يربط شمال البلاد بجنوبها. ولمعالجة هذه الوضعية الدقيقة التي لم يستسغها مستعملو الطريق السيارة الذين يدفعون معاليم الاستخلاص ، تعتزم شركة تونس للطرقات السيارة القيام خلال الثلاثية الأولى من سنة 2012 بأشغال خاصة تتضمن تركيز عدد من المنشآت المائية الضخمة تحت الطريق السيارة في مستوى منطقة سيدي مطير بكيفية تقطع نهائيا مع غلقها أمام حركة المرور ولو لفترة زمنية وجيزة. ويرى مصدر بوزارة التجهيز أن من شأن هذه التهيئة أن تحمي الطريق السيارة تونس-مساكن من تدفق المياه والسيول ومن كل فيضانات محتملة في محيطها سواء القريب أو البعيد. ويؤكد نفس المصدر أن شركة تونس للطرقات السيارة التي أوكلت لها الدولة مهمة بناء واستغلال الطرقات السيارة، برمجت هذه التهيئة في إطار مشروع متكامل لتوسيع الطريق السيارة الحمامات –بوفيشة-النفيضة هرقلة إلى 6 أروقة في الاتجاهين. غير أن التوقف الذي تكرر في ثلاث مناسبات لحركة الجولان بالطريق السيارة عجّل بهذه التهيئة كحل نهائي في انتظار عملية توسعتها بعد ثلاث سنوات من الآن حين تصل الكثافة المرورية إلى 28 ألف عربة في اليوم على هذا المحور الطرقي.