كنا كتبنا بتاريخ 25 أكتوبر الماضي عن مدرسة الأمل بالوردانين تحت عنوان" أقسام آيلة للسقوط على رؤوس التلاميذ" ونبهنا إلى الخطر الذي يتهدد حياة صغارنا بسبب تصدع قاعتي تدريس(مهملتين) هما الأقدم في المدرسة تعودان إلى بدايات القرن العشرين، وكنا نظن أن حال إدارتنا قد تغير أو بدأ في التغير وبأن الإدارة الجهوية للتربية بالمنستير ستتحرك وربما يتنقل الوزير بنفسه- وهو رجل التربية والنقابي والحقوقي- إلى الوردانين التي كان مسؤولو نظام بن علي يتغنون في زياراتهم لها بأنها قلعة للنضال (وهي كذلك أيام الاحتلال الفرنسي) ولكن تبين أن ما كتبناه كان صرخة في واد عميق، ذلك أن الأمور تطورت بشكل يسيء للمؤسسة التربوية في بلاد راهنت على التعليم، فعلى امتداد ثلاثة أيام آخرها يوم الخميس الماضي ظلت ثلاث قاعات مغلقة وتم إعلام التلاميذ(السنتان الثالثة والرابعة) بأن هذه القاعات آيلة للسقوط فإضطر التلاميذ إلى الدراسة في الساحة في الهواء الطلق في سابقة لم تحدث حتى أيام الاحتلال الفرنسي... وفجأة ودون أي أشغال في هذه القاعات المهددة بالسقوط كما أفاد مدير المدرسة، تم يوم الجمعة الماضي إعادة التلاميذ إلى هذه القاعات وكأن الأمر يتعلق بعملية بيضاء... يحدث هذا في مدينة ساحلية لا تبعد عن مركز الولاية (المنستير) سوى 15 كيلومترا وفي مدرسة عمرها أكثر من مائة عام لها تقاليدها وسمعتها وفي مدينة قدمت خمسة من أبنائها شهداء في ثورة 14 جانفي كما قدمت أبنائها فداء لتونس أيام الاستعمار دون حساب... فهل إلى هذا الحد بلغ التهاون بحياة أبنائنا؟ وأين إدارة المدرسة من هذه الوضعية؟وكيف تغلق القاعات بسبب تداعيها ثم تفتح من جديد دون تحر جاد في مدى صلاحيتها لتكون سقفا آمنا لفلذات أكبادنا؟