في إطار العقاب الجماعي الذي عرفته مدينة تالة طيلة عقود، والذي أتى على كل مفاصل الحياة فيها، فلم يسلم من أذى المخلوع وعصابته أحد حتى المؤسسات التعليمية فقد نالها نصيب من هذا العقاب بالتهميش والاهمال، فمدرسة فلسطين أو "المكتب" كما يحلو لمن درس بها تسميتها.. هذه المدرسة التي تأسست يوم 11 سبتمبر 1897 والتي ضمت بين جدرانها شرائح وجنسيات وأديانا مختلفة عبر تاريخها الثري إضافة إلى عديد المبدعين من أمثال الشاعر أبو القاسم الشابي، وقد كان لهذه المدرسة الدور الكبير في نشر الثقافة والعلوم في صفوف أهالي الجهة وتعميق الروح الوطنية لديهم. هذه المدرسة تعتبر أيضا معلما معماريا فريدا وقع تصنيفه ضمن المعالم التاريخية للبلاد التونسية تضم تسع قاعات ست منها في حالة سيئة جدا وهي مهددة بالسقوط في أي وقت خاصة أن الجهة تتساقط بها سنويا كميات هامة من الثلوج مما جعل الاسرة التربوية بها تطلق صيحة فزع إلى كل الجهات المعنية، فالأمر خطير كما يبدو، ولكن لا أحد تحرك بشكل جدي وسريع رغم المكاتيب المتعددة التي أرسلها مدير المدرسة إلى الدوائر المعنية الذي أعلمنا أن ما حصل من نتائج لا يعدو ان يكون مجرد ذر للرماد على العيون إذ زار المدرسة وفد من إدارة التجهيز منذ السنة الفارطة وقام بدراسة كشفت عن حاجة المدرسة إلى ما يقارب 300 الف دينار لإعادة تهيئة الاقسام الآيلة إلى السقوط مع المحافظة على طابعها المعماري، و قدم تقريره إلى الادارة الجهوية التي التزمت الصمت إلى حد الآن. وفي ظل هذا التجاهل المتعمد كما يقول مدير المؤسسة: "إنني وزملائي وأبنائي التلاميذ نعيش على أعصابنا كل يوم و كل ساعة وكل دقيقة خوفا من حدوث مكروه لا قدر الله و قد ارتفعت هذه الهواجس في الايام الاخيرة بعد أن نزلت أمطار غزيرة، الشيء الذي ساهم في تعطيل الدروس وإدخال اضطراب على السير العادي للعمل بالمؤسسة". النداء كما وجهه مدير المدرسة إلى كل المسؤولين لا يتحمل التأجيل فالاوضاع سيئة وحاجة المدرسة تدعو المسؤولين إلى التدخل العاجل من أجل حماية أبنائنا من أي مكروه قد يحل بهم.