صرح الدكتور محمد الطالبي أول عميد لكلية الآداب بتونس ورئيس بيت الحكمة بعد الثورة بأن وزير الثقافة عزالدين باش شاوش قام بعزله عن طريق رسالة بعث بها إليه في بيته ليلا يوم 20 أكتوبر الماضي، ويعود قرار الوزير إلى عدم موافقته الدكتور الطالبي في أسلوب إختيار المجمعيين (الباحثين الذين يكونون المجلس العلمي لمؤسسة بيت الحكمة) فقد أعلن الدكتور الطالبي عن فتح باب الترشح للجامعيين والباحثين فشارك 53 مترشحا وراسل كل رؤساء الجامعات والعمداء ليقوموا باختيار المجمعيين وفق جملة من المقاييس المتفق عليها ووفق قانون المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون وتم اختيار سبعة من المترشحين عن طريق من حضر من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ، ثم إختار الأعضاء السبعة باقي المجمعيين من المترشحين ومن الكفاءات الوطنية تم اختيار السيدين عياض بن عاشور وهشام جعيط ليبلغ عددهم العشرين، وقام الدكتور الطالبي بإعلام وزير الثقافة ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالخطوات المنجزة ولكن السيد باش شاوش رفض الأسلوب الديمقراطي في اختيار المجمعيين وإعترض على الدكتور الطالبي الذي وجه الدعوة للمجمعيين لأول اجتماع في بيت الحكمة فما كان من وزير الثقافة إلا أن بعث إليه برسالة خطية تتضمن قرار عزله إلى بيته ليلا؟؟؟وهاتف المجمعيين المدعوين للاجتماع من الغد ليعلمهم بإلغاء الاجتماع . وتطرح طريقة تصرف وزير الثقافة مع رجل في قيمة الدكتور الطالبي أكثر من سؤال، فإن كان الوزير لا يرغب في الاختيار الديمقراطي للمجمعيين فليدلنا على أسلوبه المفضل الذي اختار بموجبه السيدة شهرزاد رحيم صديقة زوجته صاحبة فضاء العروض التشكيلية بالمدينة العتيقة للإشراف على متحف الفنون في مدينة الثقافة؟ ولعل المثير هو صمت كل الأطراف على الإهانة التي تعرض إليها الدكتور الطالبي، إهانة لم يتعرض لها حتى في عهد بن علي الذي كان من أشد معارضيه ... من جهة أخرى سألنا الدكتور الطالبي عن موقفه من حادثة كلية الآداب بمنوبة التي اكتسحها عدد من المتشددين مطالبين بالفصل بين الإناث والذكور في قاعات التدريس وأسلمة الكلية فكان رده"أدعو حركة النهضة إلى إتخاذ موقف واضح مما حدث، موقف يتجاوز بيانات الشجب، فالنهضة اليوم في موقع المسؤولية ولذلك أنتظر تحركا منها لوضع حد لهذا التصرف إن كانت غير موافقة عليه "