مضى أكثر من شهر و نصف على انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ... هذه الانتخابات التي انتظرها الشعب التونسي بفارغ الصبر بعد إجهاض دكتاتورية بن علي. وقد انتهت فترة الانتخابات و حانت فترة المداولات و المواطن ينتظر بفارغ الصبر ما ستسفر عنه هذه المداولات من إجراءات لفائدته . "التونسية" قامت برصد آراء بعض المواطنين بعد معاينة بعض المداولات من خلال هذا الروبورتاج : فإلى أي مدى يثق المواطن في أعضاء المجلس الوطني التأسيسي ؟ و هل ارتقت هذه المداولات إلى المستوى المطلوب ؟ ثقة شبه منعدمة بسبب الصراعات داخل المجلس أكدت الآنسة "إيمان" (21 سنة طالبة) أن المداولات لا تستجيب لطموحات المواطن التونسي الذي ينتظر الكثير من هذا المجلس الذي انتخب أعضاؤه بشفافية. و قد شاهدت بعض الجلسات إلا أنها لم تستجب لمشاغل الشباب الذين نادوا بضرورة توفير مواطن الشغل كما غابت البرامج و الخطط للنهوض بأوضاع المواطنين خاصة من الفئة الفقيرة. ويشاطرها الرأي السيد "فاضل" (حلاق 33 سنة) قائلا "شاهدت بعض المداولات لكنني لا أفكر في مشاهدة المزيد منها لأنها لا تستجيب لتطلعات الشباب الطامح إلى توفير مواطن شغل فبعض الأعضاء إن لم نقل جلهم يلهثون لنيل المناصب الهامة في الدولة متجاهلين هشاشة الاقتصاد التونسي و ما ينتظرهم من تحديات للنهوض بالبلاد و عبورها هذه المرحلة الحرجة بسلام.و أنا صراحة لا أثق في هذا المجلس الذي يتصارع أعضاؤه حول مسائل تافهة كتعليم بعضهم بعضا قواعد اللغة !" و يرى السيد "كنعان"( 43 سنة أستاذ) أن المداولات تتمحور حول تنظيم السلط المؤقتة كانتخاب رئيس المجلس الوطني التأسيسي و انتخاب رئيس مؤقت للجمهورية التونسية و أعضاء الحكومة و هذا أمر عادي لكن ما يعاب على المجلس التأسيسي هو عقلية الإقصاء التي انتهجتها الاغلبية تجاه الأقلية المعارضة بالإضافة إلى تحول قاعة المجلس إلى ساحة شجار بين الأعضاء فعمت الفوضى و اضطر السيد "مصطفى بن جعفر" رئيس المجلس إلى تهدئة الأوضاع مما يعني أن هناك أعضاء لا يستحقون التواجد داخل المجلس بسبب تدني مستوى النقاش و عدم احترام نائبة رئيس المجلس من قبل بعض الأعضاء و هذا لا ينفي أن هناك بعض الأعضاء الذين يتمتعون بأخلاق عالية و مشاركتهم فعالة داخل المجلس. و ترى السيدة "جيهان" (متقاعدة) بان شبح الخوف و انعدام الثقة مازال يخيم على المواطن لأننا لم نتخلص من أفكار العهد البائد كتمجيد أصحاب المناصب العليا و الركض لاعتلاء الكراسي متجاهلين بذلك طموحات الشباب الذي قام بالثورة و نادى بضرورة تشغيل أصحاب الشهائد العليا و هذا لا يعني خلو المجلس من بعض الأعضاء الصادقين .و هي تتمنى العيش في أمان و استقرار بعيدا عن الإضرابات و الاعتصامات. ثقة و تفاؤل و نظرة استشرافية ترى الآنسة "سلمى" (18 سنة تلميذة) بان المداولات كانت في المستوى المطلوب و أنها تثق على الأقل في من انتخبتهم يوم 23 أكتوبر و مهما استبد الرئيس الجديد المنتخب فانه لن يتجاوز دكتاتورية بن علي . و اعتبرت السيد "مصطفى بن جعفر" قادرا على العبور بالبلاد في هذه المرحلة الحرجة. وشاطرها الرأي السيد "حبيب بن حمودة" (موظف سام بالحكومة) حيث انه متفائل و إن شاء الله ستكون البلاد بخير خاصة بعد سقوط الطاغية و بزعامة "مصطفى بن جعفر" في رئاسة المجلس الوطني التأسيسي الذي اثبت جدارته بتولي هذا المنصب بحسن تسييره للجلسات. و بترشح السيد المنصف المرزوقي لرئاسة الجمهورية ستكون الأمور بخير خاصة انه ينحدر من فئة اجتماعية متواضعة و كادحة تدرك معاناة الشعب التونسي . وتختم الآنسة سوار بن عثمان (طالبة ) مؤكدة ان هناك نسبة كبيرة من الأعضاء يتمتعون بنزاهة و ثقافة و أخلاق عالية و على المواطن التحلي بالصبر و إعطاء هؤلاء الفرصة للعمل و عبور هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا.