*حاوره محمد بوغلاّب حل منتصف الأسبوع الماضي ببلادنا كل من نائب وزيرة الخارجية الامريكية توماس نايدز ونائب وزير الخزانة نيل ستيفن وولين في زيارة كانت خاتمة جولة شملت إسرائيل والاراضي الفلسطينية ، وقد خصنا السيد"وولين" بحوار حرصنا على أن يكون غير بعيد عن السياسة مقدار حرص نائب الوزير على أن يكون حديثا في شؤون الاقتصاد دون غيرها ... والسيد نيل ستيفن وولين من مواليد 9 ديسمبر1961 و قبل تثبيته في منصبه نائبا لوزير الخزانة الأمريكية، شغل منصب مساعد نائب الرئيس أوباما والمستشار الثاني للرئيس في شؤون السياسة الاقتصادية سبق ل"وولين" أن أمضى ثماني سنوات من العمل في إدارة كلينتون، بما في ذلك منصب المستشار العام ونائب المستشار العام في وزارة المالية وعلى الموظفين في مجلس الأمن القومي الأمريكي. تحصل وولين على شهادة الأستاذية في التاريخ بتفوق من كلية ييل و على درجة الماجستير في العلوم في اقتصاديات التنمية من جامعة أكسفورد بالإضافة إلى شهادة في ختم دروس الحقوق من كلية الحقوق في جامعة ييل. بعد دراسة القانون، عمل ولين كمساعد قانوني لفائدة القاضي يوجين نيكرسون في بروكلين نيويورك ودرس كأستاذ مساعد في القانون في كلية الحقوق في بروكلين. كما عمل وولين في شركة ويلمر، كاتلر و بيكرنغ للقانون في واشنطن. في الفترة الممتدة من 1999 الى جانفي 2001، شغل وولين منصب المستشار العام لوزارة الخزانة الأمريكية تحت قيادة لورنس سمرز. قبل ذلك و في الفترة الممتدة من 1995 حتى 1999 شغل منصب المستشار العام المساعد لوزارة الخزانة تحت قيادة روبرت روبين كما عمل وولين سابقا في البيت الأبيض كمستشار قانوني لنائب مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس كلينتون . و أيضا كمساعد خاص لثلاثة مديرين لوكالة الاستخبارات المركزية : ويليام ويبستر وروبرت غيتس و جيمس وولسي الابن كما عمل كمساعد تنفيذي لمستشار الأمن القومي أنطوني ليك ونائب مستشارالأمن القومي ساندي بيرغر. كان وولين في أوائل عام2001 محاضرا زائرا في الدراسات الاقتصادية في معهد بروكينغز وعمل كأستاذ مساعد في كلية كنيدي للدراسات الحكومية في جامعة هارفارد. في مارس 2001، انضم وولين الى فريق هارتفورد للخدمات المالية في منصب نائب الرئيس التنفيذي والمستشار العام مع تحمل مسؤولية الشركة القانونية على مستوى الشؤون الحكومية والضرائب والاتصالات والتسويق. وفي عام 2007، أصبح وولين الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات مسؤولا عن ممتلكات الشركة.
*اعطى الرئيس أوباما أولوية للاستثمار في تونس منذ شهر أكتوبر الماضي بالإعلان عن عدة مبادرات (صندوق مشاريع تونس،استئناف المحادثات بموجب الاتفاق الإطاري للتجارة والاستثمار، تنمية القطاع الخاص...) فما الذي تحقق عمليا منذ إطلاق تلك الوعود الرئاسية؟ شكرا. تندرج زيارتي الى تونس مع نائب وزير الخارجية نايدز في إطار التأكيد على مدى دعم الولاياتالمتحدة لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس. نقدم التهاني لتونس بمناسبة الانتخابات التي وقع تنظيمها و للمجلس التأسيسي و للحكومة . في ما يتعلق بسؤالك، تتعهد الولاياتالمتحدة بالدعم الفعلي لتونس لاسيما على الصعيد الاقتصادي. وقد أتيحت لنا الفرصة للقاء مع مجموعة من كبار المسؤولين في الدولة على غرار رئيس الجمهورية و الوزير الأول قصد الخوض في سبل دعم تونس اقتصاديا عبر وسائل ملموسة. الحكومة التونسية حريصة على إيجاد فرص عمل و استثمار للتونسيين بما في ذلك من تجسيم لمبادىء الثورة و تحقيق لأهدافها . في ما يخص الإجراءات الفعلية فقد وقع الاتفاق على تسخير ضمانات قروض حتى يتسنى للحكومة التونسية تنفيذ البرامج المستقبلية. وقد صادق الكونغرس مؤخرا على صندوق دعم المؤسسات قصد تشجيع الاستثمار في تونس من قبل القطاع الخاص. من منظورنا لا تقتصر الأهمية على المساعدات الحكومية و إنما من المهم أيضا تحفيز الاستثمار في القطاع الخاص مما سيخلق جوا ملائما للاستثمار في تونس وهو ما أكد عليه كبار مسؤولي الحكومة التونسية. بالإضافة الى ذلك، لقد صادقنا على صندوق تحدي الألفية التابع للحكومة الأمريكية و الذي يمول شراكات عمومية و خاصة . كما عبرنا عن استعدادنا لتقديم المساعدة التقنية لوزارة المالية على مستويات متعددة. من ناحية أخرى، وضعت مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار برنامجا خاصا قصد المساعدة على تمويل الاستثمارات المهتمة بتونس. وعلى غرار ما أبرزنا لرئيس الدولة و الوزير الأول، سنواصل البحث في السبل الكفيلة بمساعدة تونس على قطف الثمار الاقتصادية للديمقراطية عبر برامج فعلية. * ما هو الموقع الذي تطمح الولاياتالمتحدة لاحتلاله كشريك اقتصادي لتونس أمام تأكيد فرنسا بأنها كانت وما زالت وستبقى الشريك الاقتصادي الأول وأمام كثرة زوار تونس من تركيا(منحت تونس قرضا بقيمة 750 مليون دينار ) وألمانيا(التي ألغت ديون تونس) وإيطاليا وقطر وغيرها؟ نعتقد أنه يوجد مجال في تونس لعديد الشركاء سواء في الحقل الاقتصادي أو غيره. تأكيدا لالتزام الحكومة الأمريكية و الرئيس أوباما، سعيت اليوم(الأربعاء تاريخ إجراء مقابلتنا) خلال لقائي مع كبار مسؤولي الحكومة التونسية في وزارة الخارجية و المالية الى زيادة التأكيد على رغبة الولاياتالمتحدة في أن تكون شريكا فاعلا و قويا لتونس بينما تخطو خطواتها في درب الديمقراطية و النمو الاقتصادي. لذلك أعتقد أنه من غير المنطقي الخوض في مقارنات مع دول أخرى إذ أكد كل من الرئيس و الوزير الأول على حاجة تونس الى شراكات متعددة الأبعاد. * هل ستكون لقاءاتكم في تونس ذات طابع اقتصادي أم أنكم ستجتمعون بقيادات سياسية من الحكومة ومن المعارضة؟ سنقوم خلال وجودنا بتونس باللقاء بمجموعة واسعة من المسؤولين في القطاعين الحكومي و الخاص (رجال أعمال، سياسيين، منظمات غير حكومية، الخ). تتمحور زيارتنا أساسا حول الاقتصاد و الدعم الاقتصادي وهو ما وقع النقاش فيه الى حد الآن مع الحكومة و ممثلي القطاع الخاص. * تزورون تونس في إطار جولة شملت إسرائيل والضفة الغربية، ما الرابط بين إسرائيل وفلسطينالمحتلةوتونس لتكون في أجندة واحدة ؟ خلال زيارتنا الى الضفة الغربية، اجتمعنا بمسؤولي السلطة الفلسطينية للبحث في سبل مساعدتهم على مجابهة البعض من التحديات التي تعترض اقتصادهم و وضعيتهم الجبائية. في اسرائيل، قمنا بالتأكيد على وجهة نظرنا المقرة بأهمية وجود اقتصاد فلسطيني قوي و ثابت بالنسبة لإسرائيل، فلسطين و المنطقة بصفة عامة. في تونس، كما أسلفت الذكر، جئنا لتأكيد دعمنا للتونسيين و الحكومة التونسية في هذه المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية. *انعقدت مؤخرا في مدينة مراكش المغربية الندوة الثانية الأمريكية المغاربية وقد تعهدت الولاياتالمتحدة لدول المغرب العربي بإحداث صندوق استثماري جديد لتفعيل أهداف الشراكة الجهوية لدول شمال إفريقيا من أجل الفرص الاقتصادية وشركاء من اجل بداية جديدة ، فما الذي يمكن أن يقدمه هذا الصندوق لفائدة تونس؟ أعتقد أن هذا الصندوق قادر على دعم المؤسسات الصغرى و المتوسطة على وجه الخصوص. يمكن لهذا الصندوق أن يقدم الإضافة على مستوى الاندماج الإقليمي بما أن تونس تمثل بوابة مميزة يمكن للبلدان الأخرى من خلالها أن تصل إلى منطقة المغرب العربي و الشرق الأوسط. سنساعد تونس على تحقيق الأهداف المرجوة في هذا السياق. * من الواضح أن الولاياتالمتحدة لم تعترض على صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم في تونس والمغرب ومصر فهل يؤشر ذلك لتغيير في سياستكم نحو حماس؟ ليس من مشمولاتي أن أعمم في هذه المسائل بيد أن موقف الحكومة الأمريكية كان دائما واضحا إزاء حماس. نعتبر حماس منظمة إرهابية و موقفنا لم يتغير في هذا الإطار. من ناحية أخرى، نرحب بالخطوات الثابتة التي خطتها تونس في سبيل تحقيق الديمقراطية. نعمل عن قرب مع الحكومة التونسية قصد تقديم الدعم اللازم لمسار التحول الديمقراطي الذي تشهده تونس. *عملتم سابقا في البيت الأبيض في عهد الرئيس كلينتون ، في ماذا يشترك الرئيسان كلينتون وأوباما وفي ماذا يفترقان ويختلفان؟ الرئيسان ممتازان و قد خدما في فترات زمنية مختلفة و باشرا قضايا مختلفة. في ما يتعلق بالرئيس أوباما فانه شديد الالتزام بجعل الولاياتالمتحدة لا فقط مكانا أفضل يوفر اقتصادها فرصا متساوية للأمريكيين و لكن أيضا عنصرا فاعلا و مسؤولا في الساحة الدولية يتدخل بصفة جد بناءة قصد دعم التطورات الايجابية في هذه المنطقة لا سيما و أن الشرارة الأولى انطلقت من هنا. انه لشرف عظيم أن أعمل مع الرئيس أوباما الذي يعتبر مثالا ملهما لا فقط لي و لعدد كبير من الأمريكيين بل أيضا الى العديد في جميع أصقاع العالم فالرئيس أوباما جاد في عمله و خدوم. *في سيرتكم المهنية لستم بعيدين عن شؤون الاستخبارات والأمن ولذلك لن أفوت الفرصة وسأكون انتهازيا في سؤالي ، كثيرون في العراق وفي العالم العربي يقولون إنكم بانسحابكم من العراق خرجتم من الباب وعدتم من النافذة بآلاف الموظفين في السفارة ؟ لا تهدف زيارتي الى تونس الى الحديث عن مسائل أمنية في العراق. تحدث كل من الرئيس و وزير الدفاع و وزيرة الخارجية في العديد من المناسبات حول هذا الموضوع بصفة علنية و يمكن لك أن تطلع على فحوى هذه التصريحات.