الحاجة ملحة الى لم الشمل من اجل انجاز عملية الاصلاح الجامعي والمساهمة الفعلية والجدية في رفع تحديات قطاع التعليم العالي في تونس كجزء من التحديات الضخمة القائمة في بلادنا اليوم بعيدا عن الاعتبارات السياسية والحزبية والنقابية الضيقة وخدمة للمصلحة العليا للبلاد... هذا مضمون ما دعا اليه المنصف بن سالم وزير التعليم العالي والبحث العلمي اثناء لقائه امس بممثلي مجلس الجامعة بصفاقس عن مختلف مؤسسات التعليم العالي بالجهة والذي احتضنه مقر المعهد العالي للاعلامية والميلتميديا واضاف الوزير ان ابواب الوزارة مفتوحة ومتفتحة لكل المقترحات والخطوات والمبادرات البناءة التي تهدف الى ايجاد وصياغة حلول ناجعة ودائمة للقضايا الحقيقية التي يعاني منها قطاع التعليم العالي وقطاع البحث العلمي وفي مقدمة التحديات تدني مستوى المنظومة التكوينية الجامعية ثم تعرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنصف بن سالم على مكونات القطب التكنولوجي بصفاقس الذي يشكو من صعوبات وعراقيل حالت دون مساهمته في دفع عجلة التنمية بالجهة رغم المشاريع المنجزة بالقطب التكنولوجي خلال السنوات الماضية كما اطلع على مركز البحث في الاعلامية والميلتميديا والمعالجة الرقمية للمعطيات الذي تم استكمال انجازه قبل وقت قصير باستثمارات بلغت 10.371 ملايين دينار ولكن لم يتم تجهيزه بعد وتحدث الوزير عن عدم التجهيز فقال انه رهن تقديم استراتيجية عمل محددة الاهداف من قبل جامعة صفاقس والجامعيين حول اهداف واتجاهات الاستغلال الامثل لهذا الانجاز وعلى ضوء ذلك يتم الانطلاق في اجراءات اقتناء المعدات اللازمة علما بانه تم الشروع في عملية اعداد كراس الشروط الخاصة باقتناء المعدات من البنك الاوروبي للاستثمار وان هذه الكراس ستكون جاهزة في غضون شهرين وفق كلام رئيس جامعة صفاقس . واشاد الوزير بالدور الكبير الذي يلعبه مركز البحث في الاعلامية والميلتميديا والمعالجة الرقمية للمعطيات في تطوير القطب التكنولوجي وجعله قاطرة للتنمية الصناعية والتكنولوجية بصفاقس وعنصر جذب للاستثمارات الاجنبية في ميدان تكنولوجيات الاتصال الحديثة التي تعد الاختصاص الرئيسي لهذا القطب كما تم استغلال زيارة الوزير الى القطب التكنولوجي لاثارة اشكالية الوضع العقاري للقطب التكنولوجي الذي لم تتم تسويته بعد وهو يشكل عائقا من العوائق الرئيسية التي تحول دون اقبال المستثمرين الاجانب ومؤسسات البحث العالمية بحسب كلام الرئيس المدير العام لشركة التصرف في القطب . كما تعرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنصف بن سالم على مشروعين جامعيين متواصلين بلغت نسبة تقدم الاشغال بهما 25 % وهما المعهد العالي للتصرف الصناعي الذي بلغت الاعتمادات المخصصة له 7.4 ملايين دينار والمعهد العالي للالكترونيك والاتصال الذي بلغت اعتماداته 8.6 ملايين دينار . وفي كلية الطب بصفاقس دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي اعضاء المجلس العلمي لهذه الكلية الى تقديم مقترحات عملية في شان مراجعة خارطة كليات الطب والمستشفيات الجامعية في منطقة الجنوب التونسي بشكل يمكن من تخفيف العبء والضغط الذي يشهده المستشفى الجامعي بصفاقس ويدعم البحث العلمي في المجال الطبي ويساهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتقريبها من المرضى وتحدث المنصف بن سالم عن اهمية النظر في مسالة امكانية بعث كلية طب او مستشفى جامعي باحدى ولايات الجنوب الداخلية مع ضرورة الالتزام بالضوابط الموضوعية العلمية من جهة ومراعاة المصلحة الاجتماعية التي يمكن ان تنجر عن ذلك وخاصة من حيث تقريب الخدمات الاستشفائية للمرضى بتلك المناطق الداخلية . وبخصوص اقامة مستشفى جامعي جديد بصفاقس وهو مشروع تم الحديث عنه في فترة حكم المخلوع وبقي حبرا على الورق الى الان قال السيد المنصف بن سالم وزير التعليم العالي والبحث العلمي انه ينتظر اقتراحات من اهل الاختصاص بكلية الطب تتضمن رؤية متكاملة للموضوع مشيرا الى التكامل الحاصل حاليا بين وزارتي الصحة العمومية والتعليم العالي والبحث العلمي كعامل من عوامل النجاح المامول في معالجة مثل هذه القضايا ومعلوم ان صفاقس طالبت منذ مدة طويلة ببعث مستشفى جامعي جديد يمكن من ناحية من تخفيض الضغط الكبير والرهيب على المستشفيين الجامعيين الحاليين بالجهة اي الحبيب بورقيبة والهادي شاكر والتقليص من ظاهرة اكتظاظ المتربصين من الاطارات الطبية وشبه الطبية من ناحية أخرى