ما ان تم فض الاعتصام الذي ضربه عدد من شباب المنطقة المجاورة امام مدخل مصنع بريتش غاز وهو اعتصام تم خلاله في البداية حرمان الموظفين من الالتحاق بالادارة قبل ان يتطور الى حرمان اطارات واعوان وحدة الانتاج من الدخول او الخروج مما هدد سلامة هذه المؤسسة الاقتصادية الحيوية وتدخلت السلط لفك الاعتصام حتى شن بعض سواق شاحنات نقل الغاز اضراب جوع داخل مقر المؤسسة وذلك منذ تاريخ انهاء خدمتهم في 31 جانفي 2012 والامر يتعلق بحوالي 40 سائقا كانت بريتش غاز تعاقدت معهم على اساس نقل الغاز السائل الى قابس على متن شاحنات تابعة للشركة وتم التاكيد معهم منذ البداية وفق مصادرنا على ان خدمتهم ستنتهي حينما تنتهي اشغال تركيب انابيب تتولى مستقبلا نقل الغاز السائل الى قابس بعيدا عن مخاطر نقل المحروقات سريعة الالتهاب عبر الطرق البرية وتم انتداب السائقين حينها عبر شركة خدمات ثم عند نهاية الخدمة بانتهاء مدة التعاقد وبعدم الحاجة الى سائقين لان النقل اصبح يتم عبر الانابيب مكنت بريتش غاز السائقين من تعويضات كما تحصلوا ايضا على كامل جراياتهم الشهرية بما فيها جرايات الاشهر التي لم يشتغلوا فيها ايام الثورة او حين الاعتصامات وقطع الطرقات غير ان انهاء بريتش غاز تشغيلها لهؤلاء السائقين بانتهاء العقد دفع بهؤلاء الى الدخول في اضراب جوع منذ يوم 1 فيفري الجاري مطالبين بمواصلة تشغيلهم وقد رفضوا تمكين الشركة من مفاتيح شاحناتها الصهاريج باهظة الثمن كما تم الاعتداء على موظف سام بالشركة في مقر الشركة وعلمنا انه رفع قضية عدلية ضد من اعتدى عليه وبسبب هذا الوضع تعطل مجددا عمل الموظفين بالادارة خصوصا مع اصدار السائقين بيانا اعتبرته الادارة خطيرا باعتباره ينطوي على تهديد مبطن يمكن ان يدفع بالمخاوف الى اقصاها في مؤسسة تنتج الغاز وتحتاج الى توفر عوامل السلامة بداخلها اذ ورد بالبيان ذكر ان السواق مستعدون للتضحية بارواحهم في سبيل العمل وقد تحصلت " التونسية " على نسخة من البيان وفي ما يلي نصه حرفيا : " بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين اعلان ... بيان اخير نحن سائقو وموظفو الشركة المذكورة في البيانات السابقة 1 و2 ب ج تونس ومكانها نقطة بطريق قابسصفاقس نعلم كل مسؤول في مكتبه وكل وزير في وزارته وكل طالب في جامعته وكل حر شريف من ابناء شعبنا في مقر عمله ،كما نعلم المجلس التاسيسي باعضائه والاحزاب واحزاب المعارضة انه قد دخل بعض السواق يوم31 جانفي 2012 في اضراب جوع مفتوح الى غاية تحقيق مطالبنا المتمثلة في استمرارية العمل كخطوة اولى بعد ان صمت الاذان وعميت الابصار من طرف السلطات المعنية والحكومة المؤقتة وعلى راسهم رئيس الحكومة هذا وقد تم الابراق بالفاكس لكل من رئيس الحكومة ووزير التكوين والتشغيل ووالي صفاقس وقد شخصنا لهم حالتنا ومطلبنا المتمثل في استمرارية العمل وان يتراجعوا عن القرار الذي اتخذ ضدنا الا وهو ايقافنا عن العمل بعد 3 سنوات من العمل المتواصل،لذلك ومن منطلق حقنا في العمل نعلن الآتي ونحن في مقر الشركة المذكورة وفي المكان المخصص لنا اننا لا ولن نناشد اي مسؤول او وزير بل نطلب ونلزمكم وهذا واجبكم بان توظفوا كل امكانياتكم في خدمة الشعب كما اننا وفي حالة عدم الاستجابة لمطالبنا او العزوف عن ايجاد حل سنتصرف بكل الوسائل والكيفية المتاحة لنا كما اننا نحذر من اي تصرف تعسفي تجاهنا لانكم ستجدون اناسا مؤمنين بالله ثابتين على مبدئهم رافعين شعار الكرامة تساوي العمل ولا غير العمل ومستعدين للتضحية بارواحهم في سبيل العمل معتبرين ان العمل ايمان ولكم الخيار في اخذ هذا البيان محمل الجد او عكس ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "