يختتم غدا الجمعة بمركز المؤتمرات الوزارية التابع الى وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية الاجتماع رقم 17 الذي اقامته الأطراف الموقعة على اتفاقية برشلونة وبروتوكولاتها لحماية البيئة البحرية وسواحل البحر المتوسط من التلوث. و قد انطلقت هذه التظاهرة امس الاربعاء بمشاركة الوزارات المكلفة بالبيئة في دول الحوض وشركاء برنامج خطة عمل المتوسط (مقرّه أثينا) التابع لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة (نيروبي، كينيا) الى جانب ممثلين عن مختلف المؤسسات والمنظمات الحكومية والدولية وغير الحكومية. وقد سبق الاجتماع لقاء "غير رسمي" بين رؤساء الوفود الرسمية المشاركة، علما أن وزيرة البيئة مامية البنّا تمثل تونس في هذا الاجتماع، بالإضافة إلى السيد عامر الجريدي الخبير في فضاءات المجتمع المدني التونسي والمتوسطي المعني بالبيئة والتنمية المستدامة، والسيد عبد الرحمان قنون، مدير المركز الإقليمي للمناطق المحمية بالمتوسط التابع لخطة عمل المتوسط ( مقره تونس ). وتجدر الإشارة إلى أنّ المغرب احتضن آخر اجتماع (السادس عشر) لأطراف الاتفاقية في نوفمبر 2009. والمنتظر من هذا الاجتماع المصادقة على جملة من القرارات والمقترحات المتعلقة بتعزيز العمل المشترك البيئي منها خطة عمل البحر المتوسط وميزانيتها لسنتيْ 2012-2013، وخطة عمل تنفيذية للاتفاقية خاصة بحماية البحر المتوسط من التلوث الناتج عن استكشاف واستغلال الجرف القاري والقاع البحري وطبقاته السفلية، وقرار حول المحافظة على المواقع ذات الأهمية البيئية الخصوصية بالمتوسط، فضلا عن إصدار "إعلان باريس حول حماية البيئة المتوسطية" وتاريخ ومكان انعقاد الاجتماع 18 للأطراف الموقعة على اتفاقية برشلونة سنة 2013. ماذا قال "سفير البيئة" الفرنسي؟ عبر سفير البيئة الفرنسي عن شرف فرنسا باحتضان هذا الاجتماع، ورحب بمساعدة السكرتير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أمينة محمد، ثمّ أشاد بالوزيرة التونسية وبوزير البيئة المصري الجديد مصطفى حسين حمال، كما وجّه التحية والشكر الى العمل الجيد لوزير البيئة المغربي وللمملكة المغربية خلال فترة توليها الرئاسة.، مشيرا إلى جهود فرنسا منذ السبعينات من القرن الماضي في المساهمة في حماية البيئة المتوسطية والعالمية، وأن اتفاقية برشلونة تتميز كذلك بإدماج التنمية المستدامة كعنصر أساسي فيها. وقال: "لنا ثراء فريد ينبغي تثمينه وهو يتطلب الحوار وتمتين الروابط خصوصا أن "سياسة الجوار" للاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط تتيح هذا السعي، والإعداد الجيد للقمة البيئية الأممية القادمة بريودي جانيرو بالبرازيل "ريو+20" في جوان المقبل" مضيفا: " إننا نحتاج إلى حوكمة مدعومة". أمّا السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية برشلونة ومنسقة خطة عمل المتوسط 'ماريا-لويزا سيلْفا مايخاسْ (Maria-Louisa Silva Meijas)، فقد ذكّرت بالضغوطات المتواصلة التي يعاني منها البحر المتوسط من جراء حركة النقل البحري والتركيز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية دون اعتبار الجانب البيئي للتنمية التي تبقى منقوصة دون الحفاظ على الموارد الطبيعية والتصرف الرشيد فيها. وأشارت الى التحديات الجديدة اثر تزايد الانتهاكات البيئية بحوض المتوسط مطلقة نداء لجميع الاطراف لإيلاء البيئة والتنمية المستدامة المكانة التي تستحق في الأجندا السياسية للحكومات. التزام تونسي بحماية البيئة وفي كلمة رسمية لها في الجلسة الافتتاحية حازت تقدير الحضور ، أفادت الوزيرة التونسية بوعي تونس بالتحديات البيئية وبالتزام بلدنا منذ أكثر من 35 سنة في إطار خطة عمل المتوسط واتفاقية برشلونة بحماية البيئة المتوسطية مشيرة إلى المخاطر التي لا تزال تحدق بحوض المتوسط وإلى ضرورة توجيه السياسات التنموية نحو الاستدامة. كما قالت "إن تونس تنتظر أكثر التزاما ودعما من المجموعة المتوسطية ودعت إلى مشاورات أكثر كثافة وعمقا حول قواعد عمل أكثر نجاعة في التصرف في الموارد. وختمت مداخلتها بتجديد التزام تونس بمواصلة العمل على دعم خطة عمل البحر المتوسط مثمنة العمل المتميز الذي يقوم به المركز الإقليمي للمراكز المتمتعة بحماية خاصة داعية إلى تعزيز أنشطته ومزيد دعمه. وتم إثر ذلك انتخاب المكتب الجديد للاتفاقية برئاسة فرنسا، في حين وقع انتخاب كل من تونس والمغرب ومصر وتركيا نوابا للرئيس. وكان للوزيرة التونسية على هامش الاجتماع لقاءات مع ممثلي المنظمات الدولية المشاركين الذين عبّروا لها عن المكانة التي تتمتع بها تونس على الساحة البيئية الأورومتوسطية وبإسهامها المشهود في حماية البحر المتوسط وتبنّي الاستدامة نمطا وسبيلا لتنمية اجتماعية واقتصادية وبيئية متكاملة. وأفادت الوزيرة من جهتها بأن الحكومة الجديدة ماضية في هذا الاتجاه. هذا و قد وجه السيد عامر الجريدي الدعوة ( بصفته مدير المهرجان الدولي لفيلم البيئة في دورته التاسعة الذي ينعقد هذه السنة من 13 إلى 17 مارس بالقيروان تحت عنوان "السينما والبيئة والمواطنة") إلى السيدة لويزا ماريا سيلفا مايخاسْ، مديرة برنامج خطة عمل المتوسط للأمم المتحدة لزيارة تونس بالمناسبة وعبرت عن سعادتها بقبول هذه الدعوة اللطيفة.