أخبار تونس - تختلف التنمية الصناعية والتنمية الحضرية في دول الجنوب عن مثيلاتها في دول الشمال. وتكمن الإشكاليات الكبرى في تعدد مصادر التلوث سواء في المناطق الحضرية أو المناطق الصناعية كما أصبحت تزداد حدة من سنة إلى أخرى وتتسبب في تفاقم أخطار التغيرات المناخية. ووعيا بأهمية هذا الموضوع ووجوب أخذ جميع الاحتياطات، نظم مرصد الساحل والصحراء بالاشتراك مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة على مدى ثلاثة أيام من 23 إلى 25 نوفمبر 2009 ورشة إقليمية تحمل شعار “من أجل هواء نقي في المغرب العربي إشكاليات تلوث الهواء في الفضاء المتوسطي وإمكانيات الشراكة”. وفي كلمة له، بالمناسبة، نبه السيد محمد المهدى مليكة الوزير المستشار لدى رئيس الوزراء التونسي ورئيس الشبكة المتوسطية للتنمية المستديمة إلى المشاكل الكبرى التي يتسبب فيها تلوث الهواء في المنطقة وانعكاساتها السلبية على صحة الإنسان و المحيط . كما تم تقديم التجربة التونسية التي اعتمدت برنامجا خصوصيا منذ عام 2008 أطلق عليه هواء نقي للجميع وهو أول برنامج من نوعه يتم تنفيذه بالتعاون بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة والقطاع الخاص. وثمن السيد محمد مهدي مليكة الجهود الرئاسية المبذولة في هذا المجال البيئي من خلال الإستراتيجية التونسية المعتمدة في مجال البيئة والتنمية المستديمة و التي مكنت تونس من تجاوز عدد هام من المشاكل المترتبة عن النمو العمراني والنمو الصناعي والنقل وجنبت البلاد العديد من المخاطر. ويذكر أن تونس تعمل على القضاء على التلوث البيئي في إطار دولي من خلال خطة عمل البحر المتوسط (ماب) والتي تعتبر منذ عام 1975 أحد أهم المرجعيات والآليات البيئية التي أتاحت مساحة أكبر للتعاون البيئي بين مختلف الدول المتوسطية خاصة في إطار وجود العديد من الخصائص البيئية المشتركة بين دول الإقليم المتوسطي . كما جاءت إتفاقية برشلونة عام 1976 والتي لم تدخل حيز التنفيذ إلا عام 2004 للحفاظ على البحر المتوسط في إطار(الماب). وتوفرهذه الخطة آلية مستمرة لتحقيق الاستدامة المطلوبة في برامج حماية البحر المتوسط والحفاظ على عناصره البيئية المختلفة .